أنا هنا، وأنا لا أراني.
سادرا جديد
اللبنانيون الجدد
تلك التفاصيل الصغيرة، تُرِكت لي، بعد منتصف الليل تحاكيني… حاولت أن أطردها، ولكنها دائمًا ما كانت تغلبني.
نحنُ هنا، نبكي من البرد والعواصف في ليالي آب الحزينة.
نحنُ هنا في ظلمةٍ لا بصيص فيها، خوفٌ كبيرٌ من خبر موتٍ مفاجئ، و سقف طموحنا أن تستمرّ الحياة فينا.
في وطني كلّ يومٍ نلفظ أنفاسنا الأخيرة، المليئة بالتلوث، و غبار الحرائق.
أنا هنا، أعجزُ في أوّل عشريناتي، وأحنّ الى المراهقة لأتناسى مسؤولياتي و أُسعِد نفسي مرة أخرى.
أنا هنا، وأنا لا أراني، أكتبُ و أخاطبُ جمهورًا قد غفى.
أنا هنا، و وطني هنا، وكلانا نذبل بسرعةٍ كبيرة.
أنا هنا، و الهجرة هنا، وأختار أن أموتَ ببطء، على أن أموتَ غريبة.
أنا هنا، وأحلامي هنا، و بيننا بقعة أرضٍ شابت شتّى أنواع الحروب فيها.