“إغرس وطنيتك السياسية في ظهر الطائفية!”
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
تتراكم اليوم مخلفات التعصب الطائفي في السياسة اللبنانية لشن مسلسل الهجوم الممنهج على عقل الشعب اللاوعي وتنويمه مذهبيا كلما كاد مفعول مخدر التبعية للزعيم أن ينتهي.
حشرات طائفية من كل الأشكال والألوان تعبث في حصاد اللبنانيين وبعد إغراق أرض لبنان بكيميائيات الشيعية السياسية التي تزرع التشرذم في تربة الجنوب اللبناني لتثمر مصالح إيرانية وسورية تتوج بالتخريب والتهريب. وبعد أخطبوط السنية السياسية الرأسمالية الذي لف أذرعه الخليجية على جيوب الفقراء وأصوات المساكين في شمال لبنان فاختنقت في صمت الصرخة الموعودة بالوظائف الوهمية. وبعد رقصة الدرذية السياسية التائهة بين خطوات الدبكة اللبنانية وعبثية ” الهيب هوب” التي ضللت الجمهور اللبناني المتفرج وأقنعته أن نشل الفوشار من بين يديه هو فن من فنون الرقص. بعد كل هذا الوباء الطائفي، تأتيك طفيليات المارونية السياسية التي تذوقت ” الكرواسون ” الفرنسي مرة فظنت أنه “الفلكلور” المحبب لكل الشعب اللبناني ونسيت أن ” المنقوشة” اللبنانية هي من ركائز لقمة العيش. إن الحديث عن ” السيادين” ( وهو مصطلح ابتدعته وأدخلته على اللغة العربية بعد اكتشاف العلاقة التاريخية العميقة بين السياسة والدين) لا علاقة له بالأديان السماوية التي تحترم الإنسان وتسعى إلى تطويره ورفع قيمته؛ إنما الانتقاد البناء هو الذي يطال استغلال الأديان لصالح سياسات ضيقة تخدم شد العصب الطائفي على حساب الوطنية والمواطنة.
أيها الشعب اللبناني، لا تدع انبعاثات الحرب الأهلية تسمم مسيرتك المستقلة في استرداد كرامتك وحقوقك. إطعن زعيمك في ظهره كما طعنك في ماضيك وحاضرك ومستقبلك.كن خائنا ولو لمرة واحدة للزعامة التي لم توفر فرصة واحدة إلا وتورطت في علاقات غير شرعية للاحتيال عليك وكن وفيا ولو لمرة واحدة لوطنك، لحقوقك، لمستقبل أولادك لعلك تكفر عن ذنب الصمت والخضوع لأكثر من ثلاثين سنة. إطعن الطائفية في قلبها لأن زعيمك الذي يدعي أنه يحمي طائفتك خانك في كل مرة جعلك تدفع فاتورتين للكهرباء والماء والدواء؛ خانك في كل مرة ودعت أخا أو أختا أو أولاد في مطار هو وأولاده يودعون فيه بعضهم البعض ليتذوقوا ملذات السياحة؛ وأنت وأقاربك كالمساكين تحرثون تراب الغربة لتأتوا بحفنة من الدولارات_ دولارات تختفي لاحقا
في دهاليز مصارف الطائفة!
لطالما نزفنا في صمت فاستنزفت منا آمالنا وطموحاتنا في سكينة. دع يا شعبي حماة الطوائف ينزفون لكن ليس بصمت ؛ أريدك يا شعبي أن تحول ضجيج هتافات ثورتك إلى خناجر تخترق عروشهم وأبراجهم الطائفية حتى نستعيد دماءنا التي امتصوها بأنيابهم الطائفية. اعلم يا شعبي أن شرايين الوطن لن تعم فيها الحياة إلا إذا خوت أجسادهم الطائفية الفاسدة من الدماء. حينها فقط تبتلعون ثماركم بنكهة وطنية!