الفرصة الأخيرة
منذ بداية الثورة في العام المنصرم و أنتم تختبرون صبرنا و تجتهدون في قراراتكم ومقرراتكم المجربة و الفاشلة وحتى الآن لم ولن تروا بأن تجاربكم و محاولاتكم أوصلت البلد إلى ما دون صفة العالم الثالث خاصة وبأن تمسككم بمناصبكم كان وما زال اكبر تهديد على وجود الجمهورية اللبنانية .
لأكثر من أربعة عقود عشتم على دماء اللبنانيين ففي الحرب كنتم أبطالها في القتل والظلم والتشريد و في السلم حافظتم على ألقاب الأبطال لكن في الفساد والاستبداد والتجاوزات والحماقات وكل ذلك للحفاظ على ألقابكم السياسية التي لا تليق بأحد منكم.
اليوم وبعد مضي أكثر من عام على انطلاق الثورة عدنا إلى نقطة ما قبل انطلاقها بما يقارب العام و نصف العام حين سمي الحريري رئيسا لحكومة بقي العمل على تأليفها ثمانية أشهر ولم تعمر لأكثر من تسعة أشهر إلى حين أسقطت في الشارع؛ واليوم ومع ظهور الكثير من العقد قد تطول فترة الحمل ليأتينا بعده مولودا حكوميا عاقا نتيجة إعادة التجربة، لكن في ظروف اقتصادية سيئة وانهيار كامل على جميع الأصعدة بالإضافة إلى جائحة كورونا التي أضافت إلى الطين بلة فغرقنا في مستنقع إهمال وعدم قدرة الدولة على التصدي لها حين كان هذا ممكنا.
نطالب بإسمنا و بإسم جميع اللبنانيين كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وضع سقف زمني قصير المدى على عملية التأليف رغم عدم وجود مرجع قانوني لهذا الأمر وليتعالى الجميع ولو لمرة واحدة عن إحتساب المصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة.
لذلك، نطلب من الشعب اللبناني أن يترفع عن خلافاته ونزاعاته الداخلية المرتبطة بالتوجهات الخارجية التي ضربت مصلحة لبنان بعرض الحائط وبنت على أنقاضه حلبات سباق تتنافس فيها وعليها أقوى الأقطاب العالمية والخاسر الوحيد في هذه المباريات السياسية هو الوطن.
ومن جهة أخرى نقول لجميع من تشارك معنا ثورتنا بأننا مستمرون ولن نتوقف قبل إدراك منالنا مع إمكانية أو لاإمكانية ولادة حكومة، فهذه الثورة هي الفرصة الأخيرة والوحيدة للتغيير الحقيقي وإن فشلنا فلن يكون لدينا فرصة أخرى لذا سنستنفذ كل قوانا و قدراتنا حتى الرمق الأخير فإما أن نكون أو لا نكون.