“اللبنانيون الجدد”…الشجرة التي قطف من ثمارها الجميع
كتبت ناديا الحلاق : أنقى ما في لبنان هؤلاء الذين أيقنوا في العام 2006 أنّ وقت التغيير قد حان، عندما كانت البلاد على متن سفينة تغرق، فدعو إلى تحرّكات تجتمع على شعار موحّد يؤطّر الملايين ويوصلههم إلى بناء وطن جديد. هؤلاء الشبان هم أول من صوبوا على معاناتنا التي وصلت اليوم إلى الحدود، كيف لا وهم أول من دعوا إلى استئصال “علّة” التوريث السياسي ومواجهة “منظومة المحاصصة والتجارة السياسية” التي تديرها الطبقة الفاسدة المتمسكة بالقرار.
هم أيضاً أول من طرحوا شعارات لقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تضمن مواطنة متساوية للجميع دون الالتفات للمنابت والأصول.
وهم من طالبوا بحكومة اخصائيين مستقلين لا يأخذون الحساسية السياسية بالاعتبار عند مقاربة أمور الدولة.
هم “حزب اللبنانيون الجدد” الشجرة الكبرى التي قطف منها الجميع، بعد أن أفرزت فكراً ثوريّاً، لدى الشباب تحديداً، وغذت تطلعاتهم نحو الاصلاح والتغيير.
“حزب اللبنانيون الجدد” الذين أطلقوا مبادرة الإصلاح انطلقوا حينها من مبدأ مكافحة نفوذ الأحزاب السياسية الطائفية التقليدية في لبنان من أجل القضاء على الفساد والهدر والمحاصصة، إلا أنهم لم يدعوا يوماً إلى التبرؤ منها أو تجريدها من أية فضيلة، بل لطالما دعوا إلى ضرورة وضعها في إطارها الصحيح، وحجمها المناسب. فيما تبدو دعوات “قوى الثورة” اليوم واضحة لإبعاد الأحزاب عن السلطة، لكن هل من الممكن أن ينهض النظام الديمقراطي من دون أحزاب سياسية؟
الخاصية البارزة للديمقراطيات حول العالم هي وجود الأحزاب السياسية ومشاركتها في السلطة، ففي كل دول العالم تشارك الأحزاب في السلطة لابل ونرى أن أكثر الدول ديمقراطية تكون فيها الاحزاب هي الحاكمة، وحزب المحافظين في المملكة المتحدة او الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة مثالان مألوفان. من هنا يجب لفت النظر إلى ضرورة مشاركة الأحزاب السياسية الديمقراطية في السلطة في لبنان، وصفة الديمقراطية يكتسبها الحزب مثلما تكتسبها الدولة عندما يطبق نظام حكم ديمقراطي في أي منهما.
ونظام الحكم الديمقراطي نظام محدد المعالم يتطلب وجود منظومة كاملة ومتكاملة بعضها مع بعض تتضمن مبادئ ومؤسسات وآليات تضبط عملية تحديد الخيارات واتخاذ القرارات العامة وتداول السلطة دورياً، وتؤكد على حق وواجب الملزمين بتنفيذ تلك القرارات في المشاركة السياسية الفعالة في عملية اتخاذها.
نحن لا نريد أحزاباً سياسية تقليدية بل نزيد أحزاباً ديمقراطية لبنانية صرف ليست تابعة لقوى إقليمية أو مرتهنة للخارج، ولا نريد أحزاباً تعمل بمفهوم الميليشيات العسكرية وتفرض هيمنتها على القوى المستضعفة.
مشكلتنا في لبنان أن الأحزاب لا تعمل لمصلحة السلطة بل ساعدت على انتشار الفساد وشاركت في تآكل الدولة.
نحن نريد أحزاباً سياسية ديمقراطية متنوعة تشارك في الحياة السياسية وترسم المعالم الجديدة لدولة تحارب الفساد وتخدم الشعب وتحمي الوطن.
–
إضغك هنا لقراءة المقال على صفحة موقع الضاد