جرثومة بحجم دول
د. جوزف رحمة
اللبنانيون الجدد
وإن تأمّلنا في الأمر قليلاً، لَتأكّدنا أنَّ ٢٠ نانومتر كانت كافية لِسَجن كامل الكرة الأرضية بداعي الصيانة الصحيّة، فتوقّف الوقت بسبب جرثومة اختلفت الآراء على مصدر وجودها بين التطوير الوراثي وإنتاج الخفافيش.
لكن الجميع اتفق أنّ هذه التي لا يمكن رؤيتها إلا بالمجهر الإلكتروني، قد وحّدت العالم المسيحي والمسلم والبوذي والهندوسي والملحد، وأصحاب البشرة البيضاء والسمراء والسوداء والصفراء من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مروراً بالصين الشعبية وبلاد فارس والأندلس والإتحاد الروسي والولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية.
جرثومة جمعت الغني والفقير، العالِم والجاهل، الإرهابي والداعية، الثائر والخاضع، الحرّ والمرتهَن، المستقل والتابع، والمواطن والزعيم.
أمّا أنتم يا أيها المؤمنون في وطني، لبنان أمّة مؤمنة بالله وها قد حان وقت الإمتحان. فلنغتنم الفرصة لنخرج إلى الشّرفة ونُعرّض وجوهنا للشمس، شهيقٌ عميق ثمّ زَفيرٌ مصحوبٌ بشحنة رجاء أنَّ المحنة إلى أُفول وأنَّ الحياة أقوى من جرثومة.