حربُ أعصاب ٍ على وقعِ الإنتخاباتِ الأميركيّةِ
السّباقُ القاتلُ نحو البيتِ الأبيضِ . مصيرُ دولٍ وصفقاتٍ وحكّامٍ وشعوبٍ على المحكِّ .
هل سنشهدُ تغيراتٍ جذريّةً في الشرق ِالأوسطِ وفي لبنان؟
لبنان ُدولةٌ معاقبةٌ :عقوباتٌ أميركيّةٌ على جبران باسيل تصيبُ عون والحريري.
الحريري رئيساً لحكومةٍ المعاقبين أميركيّاً ،إن شُكِّلَتْ .
غادة المرّ
اللّبنانيون الجدد
أ – الإنتخاباتُ الأميركيّةُ والسّباقُ نحو البيتِ الأبيض
حبسَ لبنانُ والعالمُ أنفاسَه ،والعيونُ شاخصةٌ ،تراقبُ سيرَ العمليّةِ الإنتخابيّةِوتترقّبُ نتائجَ صنادقِ الإقتراع.
إنقسمَ العالمُ بين مؤيّدٍ لترامب الجمهوريّ وبين منافسِه اللّدودِ الدًيمقراطيِّ بايدن.
لا شكَّ أنّ لكلِّ دولةٍ ،مصالحها وتطلّعاتِها و تحالفاتِها الّتي ستتأثّرُ بنتيجةِ هذه الإنتخابات.
معظمُ العالمِ العربيِّ، إنحاز لعودةِ ترامب وبقوّة.فيما حبسَتْ كلٌّ من إيران والصّين ودولُ الممانعة، أنفاسَها وقبعَتْ تترقّبُ وتتمنّى فوزَ بايدن والإطاحةَ بترامب .
هذا ما لم يتوافقْ مع قلقِ طيّب رجب أروغان من نتيجةِ الإنتخاباتِ، الّذي يقفُ في صفِّ المحورِ الخليجيِّ، وهو أوّلُ المتضرّرين من وصولِ بايدن لسدّةِ الرئاسةِ الأميركيّة.
وكان بايدن قد أعلنَ أنّه سيتّبِعُ نهجاً مغايراً تماماً تجاهَ أردوغان،وأنّه سيدعمُ المعارضةَ التّركيةَ وقادتَها
وذلك من خلالِ عمليّةِ الإنتخاباتِ وليسَ عن طريقِ الإنقلابات.
أمّا في لبنانَ.. فالإنقسامُ كبيرٌ. وهو الإنعكاسُ الأكبرُ للصّراعِ الإقليميِّ في المنطقةِ.
فجمهورُ الممانعةِ وحزبُ الله بالتحديدِ، كانوا ينتظرون فوزَ بايدن ليتحرّروا من كابوسِ سياسةِ ترامب وعقوباته .
ومن جهةٍ أخرى،لترمب ، جمهورٌ كبيرٌ في لبنان،يؤيّدُ سياستَه القمعيّةَ إزاءَ التمدّدِ الإيرانيِّ في المنطقةِ،
ويشجّعُ العقوباتِ الّتي فرضها على طهران وحلفائها.
في موازاةِ ذلك، يبقى الخطرُ الأكبرُ وهو ما يتهدّدُ الفلسطينيّن، فهو خطرٌ وجوديٌّ، وعودةُ ترامب،
لو حصلَتْ،ستُفضي إلى استكمالِ صفقةِ القرنِ واستمرارِ تطبيعِ العلاقاتِ مع إسرائيل وبوتيرةٍ سريعة.
رغمَ إلإعلانِ الرسميِ عن فوزِ بايدن، يرفضُ ترامب الإقرارَ بالنتيجةِ ويأملُ بالفوزِ بعد إثباتِ الغشِ و
التّلاعبِ في احتسابِ الأصواتِ وعملياتِ الفرز . هل علِمَ الحزبُ الجمهوريّ مسبقاً بتحضيراتِ منافسِه، الحزب الديمقراطيّ،لتنفيذِ عملياتِ تزويرٍ على نطاقٍ واسعٍ، وتركِها تحصلُ ،لكنّه تسلّحَ بالإثباتاتِ الدّامغة؟
إن ثبتَ هذا السّيناريو في المحاكمِ: أنَّ تزويراً ما قد حصلَ على نطاقٍ واسعٍ، سيكون ُ سقوطَاً مدوّياً
وضربةً قاضيةً للحزبِ الّدّيمقراطي ومعه الإعلامِ الدّاعمِ وعلى رأسه ال CNN.
بايدن رئيساً وترامب يرفضُ الإقرارَ والتنحي ويلجأ للقضاء . لننتظرْ ونرَ ما ستحملُه الأيامُ القادمة.
ب – العقوباتُ الأميركيّةُ وحكومةٌالمعاقبين دولياً
إستهدفَتِ العقوباتُ الأميركيّةُ صهر رئيسِ الجمهوريّةِ اللّبنانيّةِ ،جبران باسيل، بعد أن عمدَ إلى عرقلةِ ولادةِ الحكومةِ اللّبنانيّةِ. ضربةُ قاسيةٌ هي لمستقبلِ الرّجلِ السّياسيِّ والماليِّ.وسيحاولُ الإلتفافَ على هذه الخطوةِ عبر تكثيفِ تعينِ وزراءَ الظّلِ في الحكومةِ،وربّما يعمدُ لتمديدِ نفوذِه في وزارةِ الخارجيّةِ ، بهدفِ محاولةِ إلغاءِ هذه العقوبات.هذا في مجالِ التّوقّعاتِ .
أمّا في مجالِ الحقائقَ الثقيلةِ على أرضِ الواقعِ،فإنَّ رئيس َ الحكومةِ المكلّفِ سعد الحريري، سيكون
على رأسِ حكومةِ معاقبين أميركيّاً . فهل ستتمكن هكذا حكومة من الإقلاعِ بالبلد المنهارِ والمثقلِ بشتّى أنواعِ الأزماتِ والصّعوبات ؟
فالثنائي الشّيعي معاقبٌ،والمسيحيّون المشاركون في الحكومةِ (العونيون والمردة) معاقبون،
والتّمثيلُ الضئيلِ لدروزِ لا يكفي لتحريرها من صفة الحكومةِ المعاقبة.
وقبلَ العقوباتِ على باسيل،كان الحريري أسيرَ شروطِ حزب اللّه .وها هو إن رضخَ للضغوطاتِ لشروطِ
السّلطةِ ،مجتمعةً يكون على وشكِ أن يرأسَ حكومةَ مطلوبين من العدالةِ الأميركيّة.
من غير المتوقّعِ أن يعتذرَ الحريري..وهو النّاجي الوحيد في هذه الحكومةِ إن تشكّلتْ.
كلُّ الدلائلِ تشيرُ أنَّ الرئيس عون هو المستهدف بهذه العقوباتِ ،ليتحوّلَ لبنانُ ،بممثّله الأولِ دولةً معاقبةً .وهنا يكتملُ عقدُ العقوباتِ بعدما أصابَتْ حزبَ الجمهوريّةِ، أي حزب اللّه ،وصهرَ الجّمهوريّةِ
أي جبران باسيل؛وأصابتِ البرلمان عبرَ استهدافِها معاونَ رئيسِه نبيه برّي، والوزيرَ السّابقَ علي حسن خليل،وهي ،أي العقوباتُ كانت قد شطبَتْ وجهَ المرشّحِ الأبرزِ لخلافةِ ميشال عون ،أي سليمان فرنجيّة.
سعد الحريري ،هو النّاجي الأخير من العقوباتِ الأميركيّةِ ،حتًّى الآن.إلّا أنّه مرشحٌ لمستقبلٍ أكثرَ سواداً،
وسوءاً،ذلكَ أنّه سيكون على رأسِ حكومةِ المعاقبين.
ج – الموجةُ الثانيةُ للجائحة تفتِكُ وتعيدُ إغلاقَ العالمِ من جديد
مع إنتشارِ وتفشّي جائحة الكوفيد ١٩ ،في موجةٍ ثانيةٍ، تبدو أشدَّ فتكاً وتفشّياً . وها نحن أمامَ معضلةٍ
لا حلَّ لها. فالوطن ينوءُ تحتَ وطأةِ إقتصادٍ ينهارُ ويفلسُ ويعاني من غيابٍ لوجودِ أبسطِ مقوّماتٍ أساسيّةٍِ وحيويّةٍ للنهوضِ بالبلدِ الّذي يتهاوى تحتَ قبضةِ سلطةٍ فاسدةٍ وعاجزةٍ عن الإنقاذ، وترفضُ أن ترحلَ ،وفي ظلّ غيابٍ لكلِّ مقوّماتِ الدّولةِ ومؤسّساتِها الحيويّةِ .
ونحن أمامَ خيارين أفضله مرٌّ، التوصيةُ بإقفالٍ تامٍ للبلد ،للحدِّ من تفشي الوباء ،أو ترك الوضع مفتوحاً
على كلِّ الإحتمالاتِ ،في ظلِّ وضعٍِ إقتصاديٍّ وماليٍّ وإستشفائيٍّ مزري ومعدوم.
كيف يا وطني سنواجه كلَّ هذه الإستحقاقاتِ القاتلة؟
إلى متى ،تصارعُ قدركَ البائسَ يا وطني؟ ومن يداوي جراحاً تأبى أن تندملَ؟