عودة الفراعنة الحزبية اللبنانية تحت ظل غياب الرادع الشعبي
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
وانتهى المشهد الأول من مسرحية “أرجوحة الدولار” وهلل بعض الشعب اللبناني للمظلة الزرقاء وتأثيرها الإعجازي على سعر صرف الليرة اللبنانية وكعادتهم استبشروا خيرا وكعادة المظلات الطائفية الهشة تمزقت عند أول نسمة مصرفية.
العملة الوطنية باتت في مهب ريح الفراعنة الحزبية اللبنانية الذين أجبروا شعبهم على تقديس العبودية وتدريس التبعية في مناهج الصغار والكبار.الحكومة ستولد قريبا في نفس ذلك المعبد الفرعوني الذي قدمها ذبيحة على ضريح المحاصصة والصفقات مرارا وتكرارا. ناهيك عن الأجواء الدولية التي تهز العصا الفرنسية من جهة وتطبل لعودة جميع الفراعنة بشرط الرقص على ألحان ترسيم الحدود من جهة أخرى. لا يمكن أن تأتي منظومة سياسية تخدم مصالح الدول الكبرى على حساب الوطن كهذه المنظومة. فوجود أنظمة فاسدة في الشرق الأوسط مبارك دوليا وإقليميا ومحليا. لذلك، فالمجتمع الدولي يضع ثقته عند كل منعطف حريق في نفس الزعامات والأسوأ من ذلك أن الشعب أيضا لا زال واثقا أن المجرم سيسن القوانين التي ستحاسبه!
عوامل كثيرة ساهمت في إخماد ثورة ١٧ تشرين أهمها وباء كورونا الذي أطفأ الثورات في كل العالم وليس فقط في لبنان. لكن الأوضاع المعيشية والنفسية في وطني تفاقمت حتى فاقت كل التوقعات. فهل ذاكرة الشعب اللبناني تشبه ذاكرة السمك؟! هل نسيت يا شعبي انفجار ٤ آب وتداعياته الكارثية على الأموات والأحياء؟! هل أعجبتك “أرجوحة الدولار” فبات الصغير مغامرا والكبير مقامرا والحر حائرا بين حقائب الهجرة وغرس شجرة؟! ألم يأتي بعد موعد الاجتياح الشعبي الموحد الذي يهدم كل الهياكل والمعابد التي تفرعنت فحولت المروج إلى صحراء والأدمغة إلى قصيدة رثاء والطموح إلى مستنقع استياء؟!
إلى شعبي أتوجه بالكلام وليس إلى مجتمع دولي لا يهمه إلا توظيف ألم المواطن اللبناني لصالح رفاهية الأخطبوط الاقتصادي بأذرعه الشرقية والغربية. إلى شعبي أكتب بحرقة وليس إلى فخامة أو معال أو سعادة التهمت عرق جبين الفلاح والعامل والموظف. إلى شعبي أقدم وطنا ينزف ركودا ووعودا علك يا شعبي تتوحد لتضمد جراحه وتردع الفراعنة وتوقفهم عند حد المساءلة والمحاسبة وتستأصل داء المحاصصة والصفقات قبل أن يقتلعوا جذورك بحجة تعبيد طرقاتهم!