كلمة اللبنانيون الجدد بمناسبة العام الجديد
نتقدم من شعبنا بأحر التهاني القلبية بمناسبة رأس السنة الميلادية لعام 2022 ، والتي نطمح أن تكون سنة خير على بلادنا وسنة تلاقي لشعبنا لبناء وطن يليق بنا وبأجيالنا القادمة على أسس العدالة والمساواة.
لقد أصبح العالم أقرب الى قرية صغيرة تتشارك بها كافة الحضارات لتقديم ما هو خير للإنسانية ، وتتسابق حكومات العالم لرفع مستوى معيشة شعوبها إقتصادياً وثقافياً ، ولقد سبق لبلادنا أن شاركت وقدّمت للعالم وللحضارة البشرية حروفاً وعقولاً نعتز بها الى يومنا هذا.
إخواننا وأخواتنا ،
كما ترون وتشاهدون شعوب العالم من حولنا يبحثون عن مكامن التلاقي فيما بينهم ليشكّلوا قوة إقتصادية وإجتماعية وعسكرية.
أين نحن منها؟
الوقت يمضي والتاريخ يسجّل وعجلة العالم لا تنتظر أحد ، ومواكبة تلك العجلة تتطلب منا نهضة حقيقية ليست بمستحيلة ، هذا الوطن الذي يشكل الشباب منه النسبة الأكبر يستطيع فعلاً تفجير تلك النهضة وقيادتنا الى ما هو خيرٌ لنا.
لذا وجب علينا كشعب لبناني موحّد أن ننبذ كل أشكال التفرقة لخلق نهضة شعبية وطنية تمتد جسورها عبر كل الطوائف والمذاهب والأعراق والأحزاب لتشكل قوة إجتماعية محصّنة تستطيع مواجهة كافة التحديات الإقتصادية والسياسية من حولنا ، فما يجمعنا هو الكثير الكثير ، وكل ما نحتاجه هو إيقاظ المشاعر الوطنية والأخوية، والعمل على ترميم ثقافتنا الوطنية وأساسياتنا الإستراتيجية التي يجب أن لا تكون موضع خلاف بيننا ، فالأرض أرضنا والسماء سماءنا والمياه مياهنا والبحر بحرنا ، ولا يمكن لنا أن نتمتّع بتلك النعم التي أكرمنا الله بها على بلادنا إن لم نجيد إستخدامها لصالحنا وإن لم نحمها بسيوفنا المسلولة بيد جيشنا الباسل الممتد على مساحة كل الطوائف.
أخواننا وأخواتنا الغيارة على هذه الأرض ، لقد مرّ على بلادنا الكثير من الويلات والحروب والغزوات وكان دائماً أقوى وإستطاع دائماً القيام من كبواته بسواعد أبنائه ، فما من شيء مستحيل ، والتاريخ يذكّرنا بأحداث كثيرة مرّت على دول وشعوب وصلت الى حافة اللاعودة ومع هذا إستطاعت أن تنهض ببلادها مجدداً ، وهذا ما يجب أن نضعه نصب أعيننا والعمل على بلوغه من خلال وحدتنا الداخلية أولاً وقوتنا العسكرية ثانياً ونمونا الإقتصادي ثالثاً ، هذه هي لغة العالم الجديد ، وعلينا أن لا ننتظر إنقاذاً من أحد ، بعد تلاشي مفهوم الإخوة والأشقاء والقومية بين الدول في سباق للتقدم والإزدهار لصالح شعوبها على حساب كل المفاهيم ، وهذا من حقّهم.
نختم بالقول ، نعم ، نستطيع بإرادتنا وبالبحث عن القواسم المشتركة القيام بنهضة وطنية صادقة تنتظرها أجيالنا القادمة.
***********