لقد مات مؤمنا وعشتم كفار !

 

“لقد مات مؤمنا وعشتم كفار !”

نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد

لقد بات معلوما أن منظومة الفساد بكل أركانها الحزبية والسيادينية ساهمت في تجويف جسد لبنان واستنزافه بمهارة وحرفية خبيثة لعدة عقود. إن الانهيار الإنساني الذي يفتك بروح الوطن لم يزد الفاسدين إلا تشبثا بالسلطة واحتكارا للحنطة.

لقد استفحل هذا الأخطبوط المتعدد الزعامات بالشعب اللبناني حتى أنهك كرامة الآباء، فانتحر الربيع وانتصر الشتاء.

لم أكن هناك عندما صرخ ذلك الأب المهزوم: ” لبنان حر مستقل”، لكنني سأبقى “هناك”؛ سأحارب من أجل “هناك” حتى تنصهر ” الأنا” و” الهو” ، و” الهنا” و” الهناك” في رقعة جمعت بين الحنين إلى الوطن والغربة في الوطن_ تلك الرقعة كان اسمها ” قطعة سما” وأصبحت بفضل حماة الطائفة قطعة مسلوبة من قالب حلوى حضره الشعب اللبناني طوال حياته فتقاسمه الغرب والشرق بمباركة داخلية.

هو كان مؤمنا بلبنان حر، مستقل، منتج، ومبدع؛ هو كان مؤمنا بأن جوع الرغيف لا يؤلم كجوع الإنسان الحر إلى الكرامة والطموح، إلى عزة النفس وكبرياء الروح. هو كان مؤمنا بأن الجوع كافر والعوز سافر والوطن مسافر.

لكن دعوني أقل لكم بماذا أؤمن أنا! أؤمن بأنكم أيها السياسيون المخضرمون كافرون، كافرون، كافرون!

كافرون لأنكم هجرتم أحبتنا فباتوا كالسواح يبحثون عن تذكار وطن في متاحف الغربة.كافرون لأنكم زرعتم ذلك المرض الخبيث في كل قطرة ماء وحبة دواء وذرة هواء. كافرون لأنكم اتحدتم لتسلبونا عرق الجبين، وتفرقتم لتجعلونا وحوشا من فصيلة الهجين، فتعثرت مشاريعكم الشيطانية بثورة ١٧ تشرين. كافرون لأنكم ولأنكم ولأنكم!

أيها الشعب اللبناني لا تيأس، لا تستسلم، لا تقم باغتيال نفسك فالوطن في أمس الحاجة لكم أيها اللبنانيون، لأنينكم، لأصواتكم، لصراخكم، لنبض خطواتكم، لدقات قلوبكم. أريدكم أن تتحدوا، أما حان الوقت للقمة العيش أن توحدكم؟! إن واجبكم الوطني يملي عليكم القوة والحكمة والحنكة لرسم الطريق الصحيح على خارطة الوطنية الذي سيجعل الفاسدين يطلقون رصاصة الرحمة على رؤوسهم الفارغة حتى تمتلئ أحشاء الأطفال طموحا وأملا بمستقبل حر مستقل!

 

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …