مرج بسري: الشهيد الحي الذي سيج الصفقات بالسدود!

“مرج بسري: الشهيد الحي الذي سيج الصفقات بالسدود!”
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد

غردي أيتها الطيور وارقصي أيتها الفراشات وتسابق أيها النهر الصافي مع أشعة الشمس المنكهة بأصوات الثوار: ” نحنا السد بوج السد!”.
وبعد شهور من مقاومة إحتلال الفساد لمرج بسري، ها أنت أيتها الأشجار والأفكار البرعمية تقفين شامخة في وجه صفقات السدود. ها أنت أيتها الجذور الرافضة لمشروع التهجير تتشابكين تحت الأرض وتتحدين مع جذور الثوار حتى أصبح اقتلاعكم جرما محرما ومستحيلا.
إن تراجع البنك الدولي عن دعم مشروع سد بسري ما هو إلا نصر جديد للثورة المقدسة.ثورة للحفاظ على بيئة نظيفة ترحب بكل الكائنات الحية من حشرات وحيوانات ونبات وأرواح بشرية عشقت الأرض فاستشرست للدفاع عن ترابها وشمسها وهوائها ومياهها. ثورة تمت محاولة اغتيالها وترهيبها وتخوينها وتفجيرها.ثورة انبثقت بعنف من بين الركام كبذرة “البامبو” التي ترقد تحت التراب لسنين، لكنها عندما تنمو، تخترق صفائح الأرض بعنفوان وتقتحم جدار الغلاف الجوي بسرعة البرق حتى تكاد تلامس تلك المجرات التي لم تكتشف بعد.ثورة منحت مرج بسري لقب “الشهيد الحي!”
رغم كل الظلام والتعتيم الفكري الذي نعيشه اليوم، استطاع نبض كائن حي تحت الأنقاض ونبض كائن شريف فوق رؤوس الحكام بالتعاون مع نبضات الطبيعة في مرج بسري أن يروونا بجرعة من أمل لكي نكمل العمل. العمل على اقتلاع أشواك الزعامة والطائفية من نفوس الشعب اللبناني، لأن من يمنع تحقيق المزيد من الانتصارات الشعبية ليس الزعماء والسياسيين أنفسهم، بل حاشيتهم وأتباعهم ( لم نعد نستطيع أن نقول كلاب الزعماء، لأن الكلاب أعطيت من قبل الخالق قدرة “إحياء العظام وهي رميم” وبات احترامها واجبا وطنيا وإنسانيا وأخلاقيا).
تحية إجلال وتقدير لكل من تصدى بجسده وروحه وقلمه وصوته وسلوكه لوقف صفقة سد بسري ومحاربة منظومة الفساد بالأفكار والإرادة والتصميم على الحفاظ على ما تبقى من لبنان. لقد وفرتم أيها الأبطال أكثر من ٢٤٠ مليون دولار على خزينة الدولة بسبب عدم موافقة البنك الدولي على استكمال العمل في بناء سد العهر ووفرتم أيها الشرفاء مليارات الدولارات على الشعب اللبناني بسبب حمايتكم للسياحة التراثية والبيئية وحفاظكم على اعتدال المناخ والتنوع البيولوجي وخفض نسبة التلوث. نحن نسعى اليوم لتحويل مرج بسري وكل رقعة خضراء فريدة من نوعها في لبنان إلى محمية طبيعية ينشأ فيها منتجعات سياحية صديقة للبيئة تزيد من الناتج المحلي وتنعش رئة الأحياء والأموات معا.
المشوار طويل، والمعركة ليست مرحلة واحدة بل هي مراحل أجيال تحارب في معارك أشبه “بالإلياذة والأوديسة” تتطلب الصبر والحكمة والتخطيط والإرادة الجبارة والأمل بالانتقال من دويلات العشائر القبلية إلى دولة المروج الخضراء وسواعد من سماء!

https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/316824029746888