مغتربون داخل الوطن / سادرا جديد

مغتربون داخل الوطن. 🌏🖤
سادرا جديد
اللبنانيون الجدد

وفي أواخر ساعات الليل، يغفو المكان، وكلُّ شيء إلا قلبي.
رغم اني أعلم ان اليوم التالي يحتاج الى نشاط، ولكنّ نثر الكلام المدفون داخلي لا يتجمّع الا عندما يسكت الجميع… ويعمُّ الهدوء، و نبقى انا و أفكاري نتشاجر من يسبق الى الحلم اولًا. فتنام هي و أبقى أصارع النعاس الذي يسلب مني السكينة و ينام.
كلُ شيء هنا أصبح مختلفًا، نهاجر من الوطن بين اليوم و الآخر، إلى وطنٍ ثانٍ حيث جواز السفر منته الصلاحية، و التذاكر تذهب ولا تعود.
يظننون الابتسامة فرحًا، و اللهو نسيان. إنما بداخلنا قضيّةٌ لم و لن تصل للخذلان.
ها انا ذا، أزور مناطق وطني الموجوعة وانا في منزلي، أخي في الوطنية يبكي في الجنوب و قلبي يمسح دمعه من الشمال، بيتي في بيروت تحطّم و قلبي يرمّم ركامه من جرود عرسال.
ومن الميناء الى المرفأ، ثم الاقليم و المطار، أرزةٌ تقف و تنزف جذوعها على الأطلال. تسأل الأرزة بحرقةٍ أيُّ ذنبٍ ارتكبته لتزرعوني هنا؟
تركتموني أكبر و أحلم ثم تحرقونني نارًا او تقلعني الكَسّارات!
ثم تطبطب لي أمي مجدّدًا وتقول: نامي بسلام، فغدًا تكبرين و تغدو الأزمات ذكريات. و اعذريني ان أتيتُ بك الى هنا ظنًا مني انك سوف ترزقيني بالحياة، ولكنّي كبرتُ يا أميّ و رأيت أنّ كل شيءٍ يحيى هنا الالحياة.

https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/302117667884191