مَتى تُصْبِحُ كَلِمَاتُنَا .. بُنْدُقِيَّةً .؟؟
لا تُهَاجِرْ ، كي لا تَشْعُرَ أنّكَ مَيْتٌ .
غادة المرّ .🦋
اللُّبْنَانِيُّون الجُدُدُ
ليسَتِ الغربَةُ فَقَطْ مُغادرةَ الوطَنِ ، بل هي أيضَاً مُغادَرةَ أوطَانٍ صَغيرَةٍ من حَياتِنا، كقُلوبِ منْ نُحبُّ.
كَربوعٍ وطُرقاتٍ وشوارعَ وبيوتٍ ومُدُنٍ وجِبَالٍ تَعيشُ فينا ولا تغْفو .
في الغُربَةِ ..
إنتَظَرْتُكَ يا وطَني على بَابِ الغِياب ِ، لَعَلَّ الرِّياحَ تَحْمِلُ شَيئاً من رائِحَةِ تُرَابِكَ ،فَيهْدأَ نَبْضِي وحَنِيني.
أَبحَثُ فيكَ يا وطَنِي..عَنِّي، عن حُضورٍ يُلْغِي كُلَّ هَزَائمِي.
عنْ قَلْب ٍ أَرَاه ..وطَنِي .
عن رُوحٍ ، تَشْتَاقُ إِليْكَ ولا تَكْتَفِي.
سَأُخَبِّئُكَ يَا وطَنِي في قَلْبِ كِتَاب ٍ، بَيْنَ صَفَحَاتِه.سَأَرْسُمُكَ بِلَوْنِ الكَرَامَةِ والخُلُودِ، لأَنَّ الكِتَابَ يَبْقَى ، وتَعِيشُ أَنْتَ في قِصَّتِي الحَزِينَةِ .
لَيْتَنَا نَبْنِي وطَنَاً لا تُهَاجِرُ فِيه الطُّيُورُ والعَصَافِيرُ !!
أَيُّها الّليْلُ..
رَتّلْ، فلا أَقْدَسَ من سُكُونِ الرُّوحِ في صَمْتِكَ، وأُتْلُ علينا مَا تَيَسَّر َ مِن آيَاتِ النَّصْرِ والأَمَلِ والفَرَحِ، لَعَلَّ الصّباحَ ، يَسْجُدُ لِتَرَاتِيلَ التَائِهِينَ . لَعَلَّ الفَجْرَ يَقْرَعُ أَجْرَاسَ النّهَايَةِ الحَزِينَةِ .
إِذَا كانَتِ البِدَايَاتُ وَحدَهَا جَمِيلةً.. دَعُونَا نَبْدَأُ مِن جَدِيد ٍ. نَبْدَأُ ولا نَنتَهِي. نَبْدَأُ ثَورَتَنا؛ ثَورَةَ 17 تِشْرِينَ؛ـ مُجَددَّاً ومِرَارَاً وتَكْرَارَاً، أَلآنَ الآنَ وليْسْ غَدَاً، أَجْرَاسُ الثَّورَةِ فَلْتُقْرَعْ.
لا تُهَاجِرْ ..
كَيْ لا تَشْعُرَ أَنَّكَ مَيْتٌ . مُتْ وأَنْتَ تَصْمُدُ و تُكَافِحُ وتُطَالِبُ بِحَقِّكَ ، واجْعَلْ مِنْ صُمُودِكَ
وعِنَادِكَ سَبَباً لِتَبْقَ حَيَّاً في هَذِه الأَرْضِ.
غَالِبَاً، يُلْقُونَ القَبْضَ عَلَيْكَ وتَكُونُ التُهْمَةُ أَنَّكَ تَرْتَكِبُ ذَنْبَ الحُلُمِ والإِنتِمَاءِ لِلُبْنَانَ .
سَأَنتَظِرُكَ يا وطَنِي.. على بَابِ ذَاكَ الحُلُمِ وفي فَجْرِ تِلكَ الحَقِيقَةِ .
يَتِيمٌ أَنْتَ يا وطَني، كَطِفْلٍ مَاتَتْ أُمُّه وقَالوُا لَهُ أَنَّها تَعِيشُ في السَّمَاءِ. وحِينَ اشًْتَاقَ إِلَيّها وعَاتَبَهَا، نَزِلَ المَطَرُ ، فاعتَقَدَ أَنَّهَا دُمُوعُ أُمِّهِ، تُرِيدُ الرُّجُوعَ إِليْهِ ، ولَكِنَّها لا تَعْرِفُ الطَّرِيقَ .
أَلأُمُّ نَحْنُ الشَّعْبُ ..
والطِّفْلُ وطَنِي اليَتِيمُ ..
والمَوْتُ ..حُكَّامُ بِلادِي المُسْتَبِدُّون .
هُمْ، خَلّفَ كُلِّ مَا يَحّدُثُ لَنَا، وهُمْ شَيَاطِينُ الأُنْسِ، يَتَقَاسَمُونَ السُّلْطَةَ والثَرَواتِ .
هَؤُلاءُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ قِلاعَهُم الحَصِيِنَةَ وحُرَّاسَهُم الشُّرُسَ ، سَوْفَ يَحْمُونَهُم مِنْ غَضَبِ الفُقَرَاءِ.
وإِنَّ الفُقَرَاءَ ، إِنْ جَاعُوا، يَأكُلُونَ حُكَّامَهُم.
ولَكِنْ ،حُكَّامُنا جِيَفٌ لا تُؤكَلُ، بَلْ تُحْرَقُ. وسَتُحْرَقُ يَومَ الحِسَابِ في جَهَنَّمَ ، عِنْدَ رَبِّهِم الَّذِي يَرَى كُلَّ شَيءٍ .وسَوْفَ تَقّتَصُّ مِنُّهُم عَدَالَةُ السَّمَاءِ .
سَرَقْتُم أَمْوَلَنَا وقَتَلْتُم الأَمَلَ فِينَا وأَطْفَأْتُم عُيُونَنَا وهَجْرّتُم شَبَابَنَا وأَعْدَمْتُمُ الوَطَنَ .
تُوجِعُكُم حُرُوفِي وكَلِمَاتِي ؟؟
تَخَيَّلوا وَجَعِي وأَنَا أَكتُبُها.. وتَخَيَّلوا وجَعَ النَّاسِ المَسَاكِينَ الّذِين يُعَانُون ،بِسَببِ فَسَادِكُم وظُلِمكُم وقَمْعِكُم، من الفَقْرِ ، الجُّوعِ ، الذُّلِّ ، القَهْرِ ،القَمْعِ، التَّشَرُّدِ ،الغُرْبَةِ ، السَّجْنِ ، العَوَزِ ،الظُلّمِ والإِنْتِحَارِ .
مَتَى تُصْبِحُ طَرِيقُ المَطَارِ ، طَرِيقَ الفَرَحِ والعَوْدَةِ والرُّجُوعِ لأَحْضَانِ الوَطَنِ المُشْتَاقِ ؟
مَتَى يَتَوَقَّفُ نَزْفُ شَرْيَانِ الهِجْرَةِ المَفْتُوحِ في خَاصِرَةِ الوَطنِ المَوْجِوعِ ؟؟
هَكَذَا هُوَ أَنْتَ يا وطَنِي ..
كَالهَوَاءِ عِنْدَمَا يَعْبُرُ مِنَ النَّافِذَةِ، كَابْتِسَامَةِ عَائِدٍ إِلَى رُبُوعِ الوَطَنِ ، يُعْلِنُ عَنْ قُدُومِهِ بِخَطْوَةٍ أَو بِخَطْوَتيْنِ .
هَكَذَا هُوَ أَنْتَ يا وطَنِي ..
كَصَوْتِ الرِّيحِ فِي سَنَابِلِ القَمْحِ .. كَصَلاةِ قِيثَارَة ٍ فِي لَحَظَاتِ الصَّمْتِ .
هَكَذَا هُوَ أَنْتَ .. كَجُنُونِ الذَنْبِ فِي لَحَظَاتِ المَغْفِرَةِ .
إنْتَظَرْتُكَ يا فَجْرَ خَلاصِ لُبّنَانَ الجَدِيدَ .. وأَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ كَالأَمْسِ، لَنْ تَأتِيَ .
أَيْنَ نَحنُ الآنَ .. في القَاعِ ؟؟
جَيِّدٌ.. لَنْ نَسْقُطَ مَرَّةً ثانِيَةً ، لَنْ نَتَوَّجَعَ أَكثَرَ .
مَتَى تَصْرُخُ دُمُوعُنَا و قُيُودُنَا .. غَضَبَاً وثَورَةً ؟؟
مَتَى تُصْبِحُ كَلِمَاتُنَا .. بُنْدُقِيَّةً ؟؟