يا أيتها المدينة التي لا نهايات لها،
د. جوزف رحمة
اللبنانيون الجدد
وإن تأمّلنا قليلاً بما يحدث، سنرى بيروت مدينة الأمل وعاصمة الشباب حزينة كئيبة تبكي، وقد تحوّلت شوارعها وساحاتها لملاعبٍ مكشوفة لِلاعبين أجانب بخبراتٍ عالية يعرفون قواعد الإندفاع والهجوم والإرتداد والتمريرات وقطع جميع الطرقات على المهاجم الخصم في انتظار لحظة التسجيل.
يا أيتها المدينة التي لا نهايات لها، لقد قتلتك السياسات المتفكّكة والمصالح الفئوية والشخصية. فأنتِ تعيشين اليوم تحت حكم التحالفات الحزبية المبنيّة على قصّة النسر والأفعى، حيث أنَّ هناك نسرٌ كبير يطير في السماء وعلى ظهره أفعى؛ النسر يقول: لو حاولت أن أرميها ستلدغني، والأفعى تقول: لو لدغْته سيرميني، والجمهور على التلّ القريب يصيح: يا لروعة الصداقة.
فكّروا في هذه القصة جيداً، فهي تجسّد واقعنا الأليم القائم في هذا الزمان على أرض بيروت الحبيبة.