أوقفوا التّلحيمَ في وطني.. أنتم تغتالون مدينتي .
لا تعلّموا أبناءَكم كذبةَ حبِّ الوطنِ ..
علّموهم السّباحةَ ، قواربُ الهجرةِ تنتظرُهم هرباً من جحيم وطنٍ ، يحكُمُه أبالسةٌ ومجرمون ،
فالوطنُ للسياسيّن ولعائلاتِهم، وحاشيتِهم وأتباعِهم ..
والهجرة ُوالموتُ والفقرُ للشعب ِ المسكينِ .
غادة المرّ 🦋
اللّبنانيّون الجدد 🇱🇧
يومَ قال غاندي مخاطباً شعبه : لم أكن أرغبُ بتعلّمِ الشّطرنج ، لسببٍ بسيطٍ وهو أنّي لا أريدُ أن أقتلَ جيشي .. ليحيا الملك ُ .
يومَ قال الرّئيسُ الأوكرانيُّ الجديدُ لشعبه : لا تعلّقوا صوري، فأنا لست إلهاً ولا أيقونةً لتتباركوا بها ،أنا مجرّدُ موظفٍ ، أعملُ على خدمتكم وخدمةِ بلدي ، ضعوا صورَ أولادِكم في مكاتبِكم، كي تنظروا إليها قبلَ أن تتّخذوا أيَّ قرارٍ .
ليتنا نستطيعُ أن نبني عالماً خالياً من الحروبِ والحقدِ والنزاعاتِ ،محايداً ومنزوعاً من السّلاحِ .
دعوا الأمّهاتِ تحكمْنَ البلادَ وسترون كيف ستختفي الحروبُ وتُتلفُ الأسلحة ُ ويعُّمُ السّلامُ الأرضَ .
لا تخدعَكم في المحاكمِ عبارةُ “العدلُ أساسُ المُلْكِ “..
أعرفُ الكثير َ من الحُكّامِ اللّصوصِ في مكاتبِهم ، يضعون عبارةَ ” هذا من فضلِ ربّي “.
كيفَ يهدأُ لهم بالٌ وينامون على وسائدِهم ، مرتاحي الضّميرِ.. ووطني أصبحَ مهجوراً وموجوعاً ومدمّراً تسكنُه الرّيحُ والصّمتُ والصدى ، الفقرُ واليأسُ ودخانُ الحرائقِ والتفجيرِ ورائحةُ الموتِ تغزو سماءَه وبحرَه ومدنَه .؟؟
أيّها الحكّامُ الموتورون والمهوسون بالسّلطةِ والحروبِ، أما شبعتُم قتلاً ودماراً وحرقاً وتهديماً .؟
أما اكتفيتم من إرسالِ خيرةِ شبابنِا إلى مصيرٍ أسودٍ وموتٍ عقيمٍ ومحتّمٍ ؟
أوقفوا التّلحيمَ في وطني .. أنتم تغتالون مدينتي .
أصبحَ التّلحيمُ مُرادِفَاً للتفجيرِ والحرائقَ والموتِ .
لكم أقولُ أيّها الشبابُ ، لأيّ حزبٍ أو طائفةٍ أو تيّارٍ أو منطقةٍ إنتميْتُم..
أنتم وقودٌ لحروبِ عبثيّةٍ ..
لحروبِ الزّعماءِ وقادةِ الأحزابِ والحّكامِ الّذين يدفعونكم للموتِ والتقاتُلِ ، وهم يجلسون في قصورِهم ومكاتِبهم وفي يخوتِهم يحرّضون ويصرّحون .
وغداً .. يجلسون للحوارِ ، يتصافحون ويتقاسمون من جديدٍ المغانِمَ والنّفوذَ والثرواتِ والصّفقاتِ .
وحدكم ستدفعون ثمن إستمراريتِهم وبقائهم على نعيمِ الكراسي وجنّةِ السّلطةِ.
أنتم تخسرون حياتَكم ومستقبلَكم .
لقد قتلوا أحلامَكم وسرقوا أموالَكم وحرقوا مدينتَكم ، ودفعوا بكم نحو الهجرةِ والفقرِ والموتِ .
أولادُهم في الخارجِ ..
يتابعون دراستَهم في أهمِّ الجامعاتِ ، ويسكنون القصورَ والشققَ الفاخرةَ ، ويقتنون السّياراتِ الفارهةَ، ويعيشون في المدن الأوروبيّةِ ويتناولون الأطعمةَ في أفخرِ المطاعمِ والفنادقِ . ويقتنون الكمالياتِ ويلبسون أهم الماركات ِ والثيابِ الغاليةِ الثّمنِ .. ويعيشون في سلامٍ وأمانٍ ورفاهيّةٍ ..
يمتلكون العقاراتِ والشركاتِ والبيوت ِ والأراضِ ..
حساباتُِهم المصرفيّةُ متخمةٌ بأموالِكم المنهوبةِ والمصادرةِ ، وأنتم هنا وقوداً لنزاعاتهم المزيّفةِ والحاقدةِ ، يضحّون بكم وبالوطنِ للحفاظِ على هذه المكاسبَ
وعلى السّلطةِ والنّفوذِ والصّفقاتِ الّتي يسيلُ لها اللّعابُ ، أنتم أصبحتم وقوداً وحطباً لحروبِهم ونزاعاتِهم الطّائفيّةِ والحزبيّةِ والكيديّةِ .
ويلٌ لهم .. أولادَ الأفاعي ومجرمي الحروبِ ِ والتفرقةِ .
يا شبابَ وطني المساكينَ ..
حررّروا عقولَكم .. ينجو الوطنُ ..
بربكم .. إتّعظوا ولا تنجرّوا لحروبهم و لا تلبسونا ثوبَ الحدادِ وتورثوننا وجعاً وحزناً لا ينتهي .
ما ضرّكم لو أطفأَ العالمُ كلُّه نورَه في وجوهِكم ، ما دامَ النّورُ متوهّجاً في قلوبِكم ؟
لا تتوقّفوا عن محاولةِ الإشراقِ، هذا الضّياءُ يليقُ بكم جدّاً ، أنتم لبنانيّون ، كما لو خلقّتُم لتضيئوا في الكونِ الشّاسعِ .
إغماضكم لأعينِكم عن الحقيقةِ ، لن يغيّرَ من الأمرِ شيئاً، لأنّكم لا تريدون رؤيةَ ما يحدثُ على أرضِ الواقعِ . ستكون ُ الأمورُ أسوءَ في المرّةِ القادمةِ الّتي ستضطرّون فيها لفتحِ أعينِكم .
أعتذرُ لنفسِ في كلِّ مرَةٍ إضطرِرْتُ لتصديقِ كذبِ وخبثِ المسوؤلين في بلادي.
السّلطةُ المتوحّشةُ والجشعةُ لم تشبع دماءً وحقداً وتحريضاً ونهباً لهذا الوطنِ والشّعبِ المنكوبين .
كيفَ أقنعُكَ يا شريكي في الوطنِ ،أنّني لا أريدُ من الحياةِ سوى أن نعيشَ معاً بسلامٍ وأمنٍ وأمانٍ وحريّةِ وازدهارٍ ، وأن نبني معاً ، يداً بيدٍ وطناً يليقُ بالإنسانِ ؟ وطناً يعيشُ فينا وفي احلامنا و ذاكرتنا .
أحدُنا .. فرّطَ بالآخرِ .
حتماً لسنا نحنُ الثّوارُ ، فنحن إعتدنا منذُ الصّغرِ ، أن نحافظَ على أشيائِنا الثّمينةِ..
و وطني كان كلَّ أشيائنِا ..
فكيفَ أصبحَ وطني كلَّ أشلائِنا ؟
كيفَ تشرحُ للآخرين ، أنّكَ ما عدْتَ صالحاً للأحاديثِ والثرثراتِ اليوميّةِ العقيمةِ والسّطحيّةِ ، وأنّكَ مستنزفٌ لدرجةِ أنّكَ تحتاجُ فُسحةً من الوحدةِ و الصّمتِ ، كي ترمّمَ ما دمّرَتْه الحروبُ في داخلِكَ .؟
أنتَ .. يا من أسميّتُكَ الدّنيا وبين عينيّكَ يسكنُ الوطنُ .
ألا يكفيكَ أنّكَ أصبحتَ يا وطني لغتي وإلهامي .. قصيدتي وأغنيتي ؟
وعل أوتارِكَ يعزفُ القلمُ والّلحنُ ؟؟
كيفَ للثُورةِ أن تنامَ وتغفوَ ؟؟
أسقِطُوا الفتنةَ ..احقنوا الدّماءَ ..أوقفوا التلحيمَ .. وأنقذوا الوطن َ
ستنتهي الحربُ ويتصافحُ القادةُ .. وتبقى تلك المرأة ُ تنتظرُ ولدها الشّهيدَ .
https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/326560828773208