“أيها الصامتون في زمن صخب الجرائم العامة: ثورتنا لا تشبه تسونامي الكونغرس الأمريكي”
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
إلى كل من يقارن أحداث إقتحام الكونغرس الأمريكي بعدم قدرة الثوار اللبنانيين على إسترجاع مجلس الشعب، أقول:
في أميركا، من إقتحم الكونغرس ليسوا ثوارا بل هم أتباع ترامب، الرئيس الأميركي الذي يرفض أن يكون رئيسا سابقا. وبالتالي مشكلتهم ومطالبهم سياسية بامتياز بدعم من الرئيس الأميركي نفسه وهو الذي يمتلك نفوذا وسلطة ومالا ودعما خارجيا وداخليا. أما الثوار في لبنان فمشكلتهم مشكلة حقوقية إنسانية، ناتجة عن ارتكاب منظومات مليشيوية ( تحت مسمى الأحزاب الطائفية) جرائم لامتناهية بحق شعب بأكمله من نهب المال العام والمحاصصة والصفقات إلى الإستيلاء على الودائع المصرفية والمساهمة في انهيار الليرة اللبنانية لصالح الدولار الأمريكي، إلى تفجير مرفأ بيروت وسياسة التجويع الممنهجة من خلال رفع الدعم عن الحاجات والخدمات الأساسية.
إضافة إلى ذلك، مجلس النواب اللبناني إستخدم أسلحة وأساليب محظورة دوليا لقمع متظاهرين عزل ( غير مدعومين من قبل رئيس بلادهم كما هو الحال في أميركا). كما أنهم واجهوا حرس المجلس النيابي الأشرس والأعنف في العالم من جهة وأنصار رئيس المجلس المندسين مع مجموعة كاملة من مرتزقة الأحزاب السيادينية من جهة أخرى. وتذكيرا بالبديهيات السياسية اللبنانية، رئيس مجلس النواب اللبناني لم يتغير منذ أكثر من عقدين وساهم في توظيف مناصرين له في مختلف قطاعات الدولة وهو لاعب أساسي في صراع أزقة الحرب الأهلية كغيره من الأحزاب الطائفية التي استولت على مراكز صنع القرار بدعم من المظلة المناطقية السيادينية.
لذلك، أيها اللبناني المتحزب المتفلسف قبل أن تصفق لأنصار ترامب وقدرتهم على إقتحام الكونغرس الأمريكي، أدخل إلى تطبيق سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ذلك التطبيق الذي حملته على هاتفك المتصدع لتراقب وتقامر بالخمسين دولار امريكي ( المبلغ الذي تحتفظ به لتجمع منه ثروة لاحقا ) ثم أدخل إلى مطبخك الصحراوي وإفتح باب الثلاجة بحذر وإصغ جيدا لصوت الصغير الخارج منها وإحساس الصقيع الداخل إليك، ومن بعدها أرسل قلوبا وورودا على الواتساب مع بعض صورك الخريفية إلى أحد أقاربك الذي يتابع دراسته في الغربة ولم يتمكن من دفع المستحقات نتيجة إستحواذ المصارف بدعم من حزبك وحزبه وحزبهم. وبعد كل هذا، ضع ساقا على ساق وقل: ” ثورتكم لم تستطع دخول مجلس النواب، أما ثورتهم فقد فعلت”. يا لك من مسكين أدمن على العبودية فباتت هواءه وطعامه ومسكنه!
رابط الخبر على صفحة ال facebook