الطاغية والحاكم بأمره / د.جوزف رحمة

الطاغية والحاكم بأمره

د. جوزف رحمة

اللبنانيون الجدد

كورونا، الطاغية والحاكم بأمره. نراه يتغلغل في زوايا المؤسسات العامة والخاصة ويزور الصرح الدينيّة ويحوّل البيوت تدريجيّاً إلى ما يشبه إهراءات القمح في الدورة واحتياط مصرف لبنان في الحمرا.

في هذه الأيام، الأماكن العامّة برمّتها ساقطة شعبيّاً. الجوّ يشبه جوّ نهاية العالم، فقد وضعتنا كورونا جميعاً في الإقامة الجبرية وحوّلت رذاذ العطس إلى سلاحٍ فتّاك أخطر من التحليق المنخفض للطيران الحربي الإسرائيلي المعادي.

يا أيها الوباء الأعظم، أهلاً بك حليفاً استراتيجياً لدولة مفلسة ومعطّلة، مسؤوليتها الأساسية استقبال الطائرات الموبوئة الوافدة، ووظيفتها التكابر في الحجر وإعلان حالة الطوارئ، ووعملها محصور بالإحصائيات ومراقبة المسافة بين الأشخاص بدقة هندسية.

أهلاً بك زائراً لشعبٍ عاطلٍ عن العمل، يتنفس أوكسجين معامل الزوق ويشرب من المياه الملوّثة.

أهلاً بك مصيبة كبيرة في بلادٍ لا تتوفّر فيها أجهزة التنفّس الإصطناعي بأعدادٍ كافية، علماً أنّ المتوفّر بحاجة أصلاً إلى تنفّس إصطناعي.

مَن ينظر إلينا جيّداً يعرف أننا شعوب تعيش في مقبرة جماعيّة، خلاصنا مربوط بوعيٍ ووقاية شخصيّة ومعجزة من الله الواحد الأوحد وشفاعة يوسف مخلوف ابن بقاعكفرا، وإلا لن ينقصنا سوى رحمة الله وصلاة صادقة على الجثامين.

 

رابط المقال على صفحة ال facebook

 

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …