بين الوهم والحقيقة

بين الوهم والحقيقة

المجتمع اللبناني يعيش أسوء أيامه بين الوهم والحقيقة حيث أنه لم يعد هناك مكان للمنطق في أسلوب عيشنا مع تشريع الا منطق في القرارات التي تمس بوجودنا على مساحة ال١٠٤٥٢ كم مربع منذ إنشاء هذا المربع السكني وحتى اليوم مع فارق وحيد وهو أننا نشعر بمدى سوء الإدارة في الدولة عام بعد عام وفي كل عام جديد نترحم على العام المنصرم و كأننا نعيش في دوامة أو متاهة وكلما أردنا الخروج منها نعود إلى المكان الذي بدأنا منه.

الغريب هو أن رحم الوطن يلد أدمغة متفوقة ونراها تحصد الجوائز في جميع المجالات لكن خارج وطنها الأم ومن لم يتسنى له مغادرة الوطن يبقى متفوق لكن غير مرئي وغير مرحبا به و بأفكاره حتى يشعر باليأس و من ثم الاستسلام. هذا هو الا منطق الذي تتبعه دولتنا منذ نشأتها وهذا هو سبب فشلنا في بناء وطن حقيقي.

منذ خمسة عشر عاما ونحن نراقب وتنتقد وننصح ونحاول تغيير هذا الواقع وكلما اعتقدنا بأننا بدأنا ننجز شيئأ نصطدم بالحقيقة المرة لكننا لم نيأس و لن نيأس و سنبقى نحاول الى أن نصل إلى مرادنا و هو لبنان جديد.

اليوم نواجه عدوا شرسا ، ففي الدول التي تحترم شعوبها يتحد حكامها مع مواطنيها لاجتياز الأزمة دون خسائر أو بأقل الأضرار وتستعمل أموال الدولة لمساعدة المواطنين ولدعم المؤسسات و أصحاب العمل والعمال وخاصة الذين يحصلون قوتهم اليومي يومآ بيوم مثل سائقين سيارات الاجرة والعمال المياومون في مجالات البناء وعمال المطاعم وخلافه كما بائعي الخضار الخ الخ.

هؤلاء لن يتمكنون من تحصيل قوت عائلاتهم اليومي وهم بحاجة للمساعدة الفورية كي يلتزموا بالحجر الطوعي لمكافحة الوباء المستشري الذي لم يطلبوه لأنفسهم بل استورد لهم من الخارج عندما إستهانت الدولة بوجوده ولم تتخذ الإجراءات اللازمة في حينه.

هذه فرصة الحكومة لإثبات قدرتها إن أرادت الاستمرار ونيل ثقة الشعب وإن لم تستطع القيام بالمطلوب فلتستقيل و تفسح المجال لمن هم قادرون على المساعدة و على الذين بإمكانهم جلب المساعدات المالية اللازمة من المجتمع الدولي الذي فقد ثقته بالحكومة الحالية.

ايلي معلوف

اللبنانيون الجدد

 

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …