طيران الشّرق الأوسط MEA
فراشات لا تنام ،قلب بيروت النابض
غادة المرّ
اللبنانيون الجدد
أهلاً بكم على متن خطوط طيران الشّرق الأوسط، الخطوط الجويّة اللبنانيّة. موسيقى عذبة، تنساب من ذاكرة الزّمن الجّميل، ترافقك. أنت تصل أو تغادر.
الوطن، ليس فندقاً بخمس نجوم، نغادره متى أزعجنا البقاء. الوطن يسكن فينا. ونحمله أينما رحلنا.
من منّا لا يشعر بغصّة، حين يطأ أرض المطار ليرحل بعيداً ؟ كيف يخفق القلب حين نجلس في مقعدنا،
ونربط الأحزمة . نغيب، وصوت فيروز يصرخ فينا ويقتلنا الحنين . وكيف لا تعود إلينا الرّوح ،متى عدنا؟
تأسسّت شركة طيران الشّرق الأوسط، الخطوط الجويّة اللّبنانيّة، MEA، سنة 1945، يقع مقرّها الرّئيسيّ في بيروت. تتّخذ من مطار رفيق الحريري الدّوليّ، مركزاً رئيسيّاً لها، ولعمليّاتها.
يمتلك مصرف لبنان المركزيّ غالبيّة أسهمها ( %99) . يبلغ عدد الموظّفين في الشّركة قرابة ال 2310
موظف. المدير التّنفيذيّ هو محمد الحوت.
-خدماتها: تقدّم MEA خدماتها إلى 30 وجهة في الشّرق الأوسط، أوروبا وأفريقيا.
-أسطولها: تمتلك الشركة طائرات Air-bus 320; 321; 330. عددها( 21 طائرة )للرحلات القريبة والمتوسّطة المدى.
-عدد طيّاريها : يبلغ عدد طيّاريها 180 طيّاراً ، 90 منهم يحملون رتبة كابتن (قائد الطّائرة) و90 برتبة مساعد طيّار . يتمتّع طيارو الشركة بخبرات ومهارات عاليّة، وقد أثبتوا كفاءتهم وتميّزهم في عالم الطّيران المدنيّ. ولمعت مهارات بعضهم في مواجهة تحدّيات سوء وجنون الأحوال الجويّة الرديئة.
كما تمتلك MEA فائضاً بعدد الطّيارين لديها. نقيب الطّيارين الكابتن إيهاب سلامة .
بعد الأزمة الاقتصادية في لبنان و أزمة ال Corona، واجه هذا القطاع مشاكل عديدة بسبب الظّروف الماديّة الصّعبة، الّتي أجبرت 20 طيّاراً ومساعد طيّار ، على مغادرة النّاقل الوطنيّ اللّبنانيّ، في إجازات غير مدفوعة، في محاولة لتحسين ظروفهم المعيشيّة وتلبية احتياجات عائلاتهم . وقد غادروا للعمل في شركات أوروبيَة ، أميركيّة وخليجيّة. لتعمد الشّركة بعد ذلك، على رفض منح إجازات غير مدفوعة، ورفض طلبهم بالمغادرة.
قبل بدء الأزمة الاقتصادية 2019،كان طيّارو ال MEA ،يتقاضون راتباً يصل ل $16000,أصبحت تعادل، بعدها $200-300. وقد حذّر نقيب الطّيارين ، سلامة من أنّ معظم الطّيارين من رتبة قائد الطّائرة، يرغبون تقديم استقالاتهم.
يعمل موظّفو الشركة ، مضيفوها وطيّاروها تحت ضغط ظروف عمل قاسيّة وشاقّة. وقد جرت مفاوضات جديّة، عمدت الشركة بعدها لتحسين الرّواتب بشكل تدريجيّ وباتوا يتقاضون القسم الأكبر من رواتبهم ب الفريش دولار .
فالطيّار ومساعده، يتكبّدان تكاليف ماديّة ومجهوداً جسديّاً ونفسيّاً لفترة طويلة، كما يخضعان لتدريبات مكثّفة للحفاظ على رخصتهما في القيادة .يشتكي الطّيارون من ثقل ضغط ساعات العمل الّذي تفرضه الشركة بهدف التّوفير ، ويعاني طيّاروها من التدخّلات السياسيّة والحزبيّة والدينيَة في عملها .
كلنا يدرك ، أن شركة طيران الشَرق الأوسط هي واجهة لبنان الحضاريّة، و تؤمّن إيرادات كبيرة لخزينة الدّولة ،كما تساهم في تنشيط الحركة السّياحيّة والاقتصاديّة.
المطار، نافذتنا على العالم، ومن أهم مرافق الدّولة.
يعاني هذا المرفق الحيويّ من تفشيّ الفساد وهدر الايرادات .كما يعاني من مشاكل عديدة وجديّة ، أبرزها :
-تخلّف فاضح لخطط التطوير و عدم لحاقها بنمو حركة المسافرين، ناهيك عن تضارب في صلاحيات وعمل جهازين أمنيين رسميين .
-فوضى وتهريب للبضائع والسّلاح والأفراد وتهرّب من دفع رسوم الضّرائب و استفحال الفوضى والرشوة .
-خطر المباني العشوائيّة القريبة من محيط المطار ، والتّي تحتاج الى تنظيم ، وتعيق حركة الملاحة الدّوليَة.
-تعرّض طائرات ال MEA المتكررّ للرصاص الطّائش، ما عرّض سلامة الطائرة والرّكاب لكارثة .
-ارتطام الطّيور المنتشرة في محيط المطار ودخولها في محرّكات الطّائرات، وتعرّيض الطيران المدنيّ للخطر.
إلى متى سيستمر إهمال وفساد الطبقة الحاكمة وحكّامنا والاستهتار بحياة الناس والتلهّي بالسرقات والنهب وعقد الصّفقات المشبوهة الّتي ترهق كاهل الدّولة، وتساهم في تحويل لبنان إلى فنزويلا وصومال الشَرق.؟؟
لبنان بلد سياحيّ ومطاره ،وجهه الحضاريّ. يجب أن يعي المسؤولون، أنّ تحوّيل مطار بيروت مركزاً للتهريب والفساد سيؤثر عل سمعة المطار وأمنه، دولياً ولا يعود بالتّالي، خاضعاً لمعايير سلامة الملاحة الدّوليّة وشروطها، وقد يتعرّض لغارات جويّة ،بهدف تدمير شحنات الأسلحة التّي يشتبه الغرب أنّها تُهرّب عبر المطار .
فعمليات التّهريب، نَشُطت عبر المطار، بسبب صعوبة التَهريب عبر البحر بسبب الوصاية الدّوليَة في المياه الاقليمية اللّبنانيّة بعد حرب تموز 2006.
أمّا الحدود البريّة فقد خضعت لمراقبة و غارات الطّيران الإسرائيليّ الّذي يستهدف حركة التّهريب عبرها، بتنفيذه غارات شبه يوميّة على طول الحدود اللبنانيّة – السّوريّة، وفي العمق السّوريّ .
طيري ،طيري ياطيارة طيري يا ورق وخيطان، بدّي أرجع بنت زغيري على سطح الجيران ،وينساني الزّمان على سطح الجيران .
ليت واقعنا الأليم يشبه أغاني فيروز السّاحرة من زمن الطّفولة والبراءة، في هذه الدّنيا الصّعبة والباردة أحياناً، كقطعة حديد، وهل يبقى في واقعنا المزري متّسع للورد والحبق والبنفسج ؟
طيري يا فراشات لبنان الجميلة في سماءٍ و فضاءٍ يمتدّ بين القلب والعين وأمنيات بالعودة إلى حضن الوطن الدافئ بالسّلامة.
في فنجاني، قصص تشبهك ،طعمها انيق و رداؤها نيليّ، هكذا يا شركة طيران الشّرق الأوسط ،انت تنفردين بكلّ الأشياء الجميلة . ما زلنا على قيد الأمل ،لعلّ شيئاً في القلب…يزهر .
****************