لبنانُ بينَ الحلُمِ والحقيقةِ .
لِنعِشْ أحلامنَا ،علّها تُهوّنُ علينَا واقعَنا المريرَ وتخفّفُ من وقعِ الحقيقةِ الفَجّةِ الّتي استوطنَتْ وطني الجريح َ .فالأحلامُ مشاريعٌ قيدَ التنفيذِ .
إيلي معلوف
اللبنانيون الجدد
لبنانُ الحلمُ والحقيقةُ .. وبين الحلُمِ والحقيقةِ تقبعُ مرحلةٌ حسّاسةٌ لأبعدِ حدودٍ .
إنَّ تحقيقَ الحُلُمِ يحتاجُ لعملٍ جادٍ ومتقنٍ .وجُلُّ ما نحتاجُه ونحنُ في الطّريقِ لتحقيقِ ذاكَ الحُلمِ اللّبنانيِّ الّذي يُدغدغُ أفكارَنا، أن يكونَ إنتماؤنا لهذا الوطنِ راسخاً وشامخاً شموخَ أرزِ الرّبِ ، يترافقُ مع تركيزِنا على الهدفِ ، بعيداً عن المصالحِ الفرديّةِ والسعي المستميتِ نحو المناصبِ والكراسي .
مع الأسفِ الشّديدِ هذا ما كان موجوداً ومُتاحاً على صعيدِ موقِعِ الرّئاسةِ وجميعِ الحكوماتِ والمجالسِ السّابقةِ، وعلى مرِّ أكثر َمن أربعين عامٍ مضتْ .
لبنانُ اليومَ ، ضعيفٌ . وقد إنعكسَ ضعفاً فاضحاً على إنتماءِ شعبِه ، بحُكمِ الحركاتِ السّياسيّةِ المتعاقبةِ في المنطقةِ وفيه ؛ ما انعكسَ تشتّتاً وتمزّقاً وتباعُداً بالإنتماءِ ، بين مختلفِ شرائحَ نسيجِه الشّعبيِّ .
فكان إنتماءُ الكثيرينَ منهم أشدَّ وأقوى وأوفى لأشخاصٍ ودولٍ و تيّاراتٍ وأحزاب ٍ ، طمعاً ببريقِ مناصبَ ومنافعَ ماديّةٍ وسُلطويةٍ ، كلُّ ذلكَ كان على حسابِ الولاءِ والإنتماءِ وخدمةِ الوطنِ وإزدهاره الإقتصاديِّ .
مرضٌ عُضالٌ وعلّةٌ لا شِفاءَ منها ، عانينا ومازلنَا نعاني وندفع ُ أكبر التّضحياتِ، وعلى مدى أربعةِ عقودٍ من الزّمنِ . رُغمَ أنَّ الدّواءَ والحلَّ بسيطٌ ومتوفّرٌ، وفي متناولِ الإصلاحِ، لو وُجِدتِ النّوايا لذلكَ.
إلاَّ أنَّ سياسةَ إفقارِ المواطنِ ، نجحَتْ في ذرِّ الرّمادِ في العيونِ وأربكَتِ المواطنَ ودفعتهُ مُرغَماً ليختارَ بين لقمةِ عيشِه ورغيفِ خبزهِ المُغمَّسِ بالعرقِ والدّمِ ، وبين نضالِه وسعيه لإنجاحِ ثورتِه وتغيرِ ما أمكن .
ثورتُنا الرائعةُ ، إنطلقتْ منذُ عشرةِ أشهرٍ وبلغتْ ذروتَها وكانتْ قِمّةً في الرّوعةِ وما زالتْ ،رغمَ كلِّ جراحاتِها وضعفِها ، ورغمَ كلِّ محاولاتِهم اليائسةِ لقمعِها وتشويهِ أهدافِها ، ما زالَتْ صامدةً ، شامخةً وفاعلةً ، ورغمَ شراسةِ ودمويّةِ حملاتِ التّخوينِ والقمعِ والمحاربةِ ، ومن قِبَلِ القريب ِ قبلَ البعيدِ ، وخاصةً من أولئكَ الّذين أقسموا اليمينَ وتعهّدوا أمام َ الله والوطنِ ، أن يحملوا صوتنَا ، ويدافعُوا عنَّا وعن حقوقِنا وأموالنا وحرّيتنا وحُكماً ..أمنَنا وهويّتنَا.
صامدونَ نحنُ . ليطمئنّوا . سنكملُ المسيرةَ حتَّى النّهايةِ . رغمَ كلِّ ما تعرّضنَا ونتعرّضُ له من حملاتِ القمعِ والتّرهيبِ والتّهديدِ والقتلِ .
صامدون نحنُ رغمَ تعرّضِنا لأكبرِ إنهيارِ إقتصاديٍّ ، ورغمَ ما لحقَ بنا من أبشعِ سرقةٍ لأموالِنا في التّاريخِ الحديثِ ، ظنّنا منهم أنَّهم سينجحون بكسرِنا وإذلالِنا وتطويعِنا .
نُطمئنَهم .. صامدونَ نحن.
رغمَ أنَّنا واجهنا ، وبصدورنا العاريةِ وسواعدَ شبابنا وشابّاتِنا الأبطالِ ، ثاني أعنفِ تفجيرٍ في العالمِ بعدَ تفجيرِ هيروشيما ، والّذي طالَ مرفأ بيروتَ ودمّره ودمّرَ جزءً من عاصِمتِنا وقتلَ أهلنا ، وشرّدَ وجرحَ الآلاف َ . ونزفنَا وطناً ،جسداً وروحاً .
وبقينا صامدينَ .حتّى أنَّ محاولاتِهم اليائسةَ ، دفعَتْ بهم لإفتعالِ حربِ شوارعٍ بين حزبين حليفين ،وكان مسكُ الختامِ معهم ، محاولةً دنيئةً لإغتيالِ شابٍ ، هو رمزٌ وطنيٌّ ، في وجداننا. والحمد الله ، باءَتْ تلك المحاولةُ بالفشلِ .
ولكنَّ محاولتِهم الدّنيئةِ والجبانةِ تلك، دفعَ شبابٌ لبنانيّون أبرياءٌ ، دماءَهم وحياتَهم ثمناً ، وأنقذوا الوطنَ .
أولئكَ الشّهداءُ الأبطالُ ، إفتدوا الوطنَ وأفشلوا مشاريعَهم الجهنّميّةَ.
وأخيراً وليسَ آخراً تعرّضتُم لموقعِ حزبِنا ، وقمتُم بعملِكم الجبانِ والدّنيءِ تحتَ جُنحِ اللّيلِ،وتخفيّتم ولكن أطمئنُكم أنَّنا سنعيده إلى العملِ وسنعيدُ له الحياةَ قريباً .
وسيبقى يصدحُ صوتاً حرّاً ومِنبراً للثّوارِ وسنداً للثورةِ المحقّةِ والحتميّةِ . والتي أرعبَتكم .
إعتدنا الصّبرَ والنّضالَ والإيمانَ بالوطنِ ، وسنحققُ أحلامَنا ، ونغيّرُ واقعَنا المُزريَّ.
صامدون نحنُ و سنبقى . إنتظِروننَا .
https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/307696507326307