ليتَ بإمكاني أن أُصارحَكم بالحقيقةِ ،دون أن أُهاجمَ ، أُخوّنَ و يُهدَرَ دمي

 

ليتَ بإمكاني أن أُصارحَكم بالحقيقةِ ،دون أن أُهاجمَ ، أُخوّنَ و يُهدَرَ دمي.

غادة المرّ

اللبنانيون الجدد

من لبنان َ سويسرا الشّرق ،مهدُ الحضاراتِ ومُلتقى الشّرقِ والغربِ ،دُرّ نحو لبنانَ فنزويلا الشّرق.

لبنانُ المشوّه ُالوجه ِوالهويّةِ ،الدّولةُ البوليسيّةُ القمعيّةُ المفلسةُ والمنبوذةُ من المجتمعِ الدّوليِّ.

مخيفةٌ موجةُ اليأسِ والغضبِ والإحباطِ وفقدانُ الأملِ عند شريحةٍ واسعةٍ من اللّبنانيّين ، وقدْ فقدوا الأمنَ، الأمانَ والمستقبلَ في وطنهم .

مؤلمٌ حين يصبحُ الوطنُ غربةً ، وتصبحُ الغربةُ الوطنَ البديلَ .وتغدو حقيبةُ السّفرِ مَخبأَ كلِّ الأحلامِ والدّموعِ وألوانِ الذّكرياتِ والصّورِ وضحكاتِ براءةِ الطّفولةِ .

غصّةٌ ورحيلٌ يشبهُ الموتَ البطيءَ ،ويتحوّلُ طريقُ المطارِ معبراً قسريّاً لعبورٍ مؤلمٍ من الذلِّ إلى شيءٍ من الكرامةِ وبصيصِ أملٍ ، وكي لا يكونَ الموتُ البطيءُ للروحِ حتميّاً ونافراً .

لهؤلاء أقولُ :

لا تعوّد حالك عالذل، كل إلي بذلّك .. ذلّه ، ما تترك أرضك وتفلّ ، ينقبروا هنّي يفلّوا .

لبنانُ لنا .أرضُ القدّيسين والشّهداء ِ .لبنانُ 10452 كلم٢.

سننتصر ُ .. أصبروا .

ولهم أقولُ :

أيّها البرابرةُ والمغولُ والتتًرُ الجددُ، متى ستتواضعون وترون معاناةَ شعبكم ؟

طلّوا من شرفاتِ قصورِكم الفاخرةِ وافتحوا نوافذَ سيّاراتِكم الفارهة ِ حين تمرّرون في الشّوارعِ؛ وانظروا إلى النّاسِ الجائعةِ ، الّتي تأكلُ من حاوياتِ النّفاياتِ التّي كدّسَها فسادُكم وسرقاتُكم في الشّوارعِ وبين البيوتِ .

إنّكم بصمتِكم وصفقاتِكم وسوءِ إدارةِ البلادِ ، وفشلِكم المدوّي ، تُفلِسون وتقتلون شعبَكم جوعاً وتلوّثاً ومرضاً ويأساً وقمعاً .

سَرقتم كلَّ شيءٍ منه.. ولم تقرَبوا وجعَه ، دموعَه ،قهرَه ،يأسَه ، حزنه وغربتَه .

ألقوا نظرةً على أعدادِ الشّركاتِ ،المؤسساتِ ،المدارسِ ،المطاعمِ، المحلّاتِ والجامعاتِ …

كيفَ أفلسَتْ جميعُها ، وصُرفَ موظّفوها بالآلافِ . البطالةُ تعمُّ وتستشري .

ألقوا نظرةً على صفوفِ الواقفين على أبوابِ السّفاراتِ . يهاجرون أسراباً أسراباً دون عودةٍ .

دولاركم ,تخطّى 10.000ل.ل وأنتم تنعمون بنعمةِ الغباءِ واللامبالاة ِ، وتعيشون في lala land .

سَئمنا إجتماعاتِكم الفاشلةَ والكاذبةَ . ولا شيءَ يُطبّق ُويُنجزُ وبسرعةٍ قياسيّةٍ إلاّ صفقاتِكم وتعيناتِكم المشبوهة ِوبطولات ِ إستدعاءاتِكم المسمومةِ لناشطين على مِنصّاتِ التّواصلِ الإجتماعيِّ وقمعِكم الحاقدِ لثّوارٍ جائيعين مهمّشين ، يُقمعون بالقوةِ المفرِطة .

بُوركتْ إنجازاتُكم اليتيمةُ والمبهرةُ .

أيّها الموتورون والمجرمون بحقِّ الوطنِ والشّعبِ الصّامتِ والمقموعِ والمخوّنِ والمذلولِ والقابعِ

في جحيمِ دولتِكم المُفلسةِ ، البائدةِ والقمعيّةِ . و إليكم أهمُّ إنجازاتِكم:

-صفوفُ الذّلِ أمامَ الأفرانِ ومحطّاتِ الوقودِ ، أرتالُ السّياراتِ على الطّرقاتِ .

-نفاذُ الأدوية ِوالمعدّاتِ الطبّية؛ إغلاقُ الصيدلياتِ تباعاً.، هجرةُ الأطبّاءِ والمثقفين الشّباب.

-كمُّ الأصواتِ وتقيّدُ الإعلامِ والصحافةِ، والتعرّضُ للصحافيين ومصادرةُ كاميراتهم وتكسيرها.

-إغلاقُ المدارسِ والجامعاتِ وصرفُ المعلّمين وضربُ الصرح َالتعليميَّ.

-إفراغُ البلادِ من العملاتِ الصّعبةِ ، إفلاسُ الشركاتِ ،الفنادقِ ،المطاعمِ ،المجمّعاتِ والمحّلاتِ.

-تهشيم ُ وطمسُ كلَّ وجهٍ حضاريٍّ وثقافيٍّ غربيٍّ.

-إستفحالُ التهريبِ وتفريغُ البلاد ِمن المخزون ِالغذائيِّ ،والمصرفِ المركزيِّ من الإحتياط ِ النقديِّ بالعملةِالصّعبةِ .وشفطُِ الدّولار ِمن لبنان َإلى الخارجِ بواسطةِ شبكةِ صرّافين غيرُ مرخّصين .

-تحويلُ الدّولة ِمن نظامٍ جمهوريٍ دستوريٍ إلى دولةٍ قمعيّةٍ ؛ بوليسيّةٍ ،ديكتاتوريّة شموليّةٍ، ملحقة ٍ بأجنداتٍ ودولٍ خارجيّةٍ.

-بثُّ الفتنِ وملاحقةُ النّاشطين وكلِّ صوتٍ حرٍّ وأو معارضٍ ، وفبركةُ ملفّاتِ العمالةِ والتخوينِ.

-مُعاداةُ الغربِ وكلِّ الدّولِ الأوروبيّةِ والخليجيّةِ والصّديقةِ وعزلُ لبنانَ وجرُّه إلى محورِ الشّرقِ الممانعِ، المنازعِ والمحاصرِ .

-نفاذُ الفيول والمازوت وتهديد ُ شعبٍ بكامله بالغرقِ والعيشِ في العتمةِ والظلمةِ .

-خرقُ الدّستورِ والأعرافِ الدّبلوماسيّةِ والميثاقيّةِ والإعلاميّةِ .

-ألبدءُ ببيعِ ممتلكاتِ الدّولةِ أوّلها طائراتُ إطفاءِ الحرائقِ .

-نصفُ الشّعبِ اللّبنانيِّ تحتَ خطِّ الفقرِ والتشرّدِ والهجرةِ والبطالةِ المرعبةِ .

-حروبٌ عبثيّةٌ خارجيّةٌ وحروبُ شوارعٍ متنقّلة ٌ، تُرسَمُ سيناريوهاتُها غُبَّ الطّلبِ.

-ثرواتُ لبنان َمنهوبةٌ ومصادرةٌ لجيوبِ وحساباتِ السياسيّين في الخارجِ.

والائحةُ تطولُ وتطولُ ..فهنيئاً لنا بكم وهنيئاً لكم إنجازاتِكم المبهرةَ.سيخلّدُها التاريخُ بلون ٍ أسودٍ .

أهذا هو لبنانكم أيّها السّادة ُالمتربّعون في سُدّةِ المسؤوليّةِ والحكمِ ؟لم يعد هناكَ كلماتٌ تصفُ عُهركم السّياسيِّ ..

لعنةُ التّاريخِ وغضبُ الله والمظلومينَ ستلاحقُكم بين القبورِ ..

هذه هي الحقيقةُ المجرّدةُ سواءَ أحببْتم مقالي أو رفضتموه.

كلمةً أخيرةً أقولُها مع ملايين اللّبنانيين الّذين يوافقونني الرأي: قررفتونا .. إرحلوا

لا تغفر لهم يا أبتاه ،فإنّهم يُدركون ما يفعلون .

إذا كان هذا هو لُبنانكم وستغتالون لُبناننا. فافتحوا لنا طريقَ وأبوابَ المطارِ وسنحملُ لبنانَ في حقائبَنا ،قلوبِنا وذاكرتِنا ونرحلُ .علّنا نعيُده من فنزويلّا الشرقِ إلى سويسرا الشرقِ يوماً ، حين ترحلون غيرَ مأسوفٍ عليكم .

 

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …