قبّيع ستعيش فينا وفي قلوبنا
منذ أربعة أيام ولغاية يوم الأحد تعيش بلدة قبّيع أفراح مهرجان “عيش قبّيع” ، فساحاتها المرصوصة بأحجار الصخر القديمة ، ووجوه أبنائها الجميلة من شباب وصبايا جعلني أتمنى لو كنت واحد من أبناء تلك القرية ، ومع هذا لست غريباً عنهم فنصفي منها.. من ناحية أمي .
على يسار ويمين السوق العتيق في قبيع تصطف خيم المنتوجات من حلوايات واعمال يدوية بالإضافة للكتب والأطعمة الشهية ، وقد إجتذبتني رائحة خبز الصاج ومناقيش الزعتر وسحبتني إليها دون شعور لأجد نفسي أمام خيمة الخبز وداخلها عمتي “إلهام” .. الشهيرة بخبزها ومنقوشتها التي لا تتفوّت. شعرت بنفسي وكأني وعمتي أصبحنا جزء من هذه القرية الجبلية الأصيلة الرائعة.
هي ليست المرة الأولى التي تعيش قبيع هكذا مهرجانات فقد أخبرتني أمي إنهم عاشوا تلك الأجواء قبل الحرب الأهلية اللعينة.. لكنها عادت وغفت طيلة تلك الفترة لتعود بلدية قبيع برجالها ونسائها المثقفين بإيقاظ الحياة في قبّيع مجدداً على أمل أن تكون “الشرارة الأولى” لباقي قرى الجبل ولتدب ثقافة الحياة والفرح والحب في ساحات أخرى.
ومع تحرك عقارب الساعة التي تمنيتها لو تتوقف والتي تقترب بي أكثر وأكثر لتبعدني عن أهلي وأحبابي حيث إني على موعد جديد مع غربة جديدة ! تقف شابة شامخة شموخ صنوبر قبّيع لتعلن إنتهاء يوم آخر من إيام “عيش قبّيع” .. نعم إنتهى اليوم وغداً سينتهي المهرجان ، لكن ما لا ينتهي هو إنك ستعيشين فينا يا قبيع أنت ومن فيكي داخل قلوبنا الى الأبد.
–
داني عبد الخالق
أمين عام حزب اللبنانيون الجدد