وفي عشيّة الذكرى السنوية أقول…

وفي عشيّة الذكرى السنوية أقول…

سادرا جديد
اللبنانيون الجدد

ها قد اقتربت الذكرى السنوية للقائنا الأول. وشهرُ تشرين يحلُّ بهتافٍ مختلف.
قابلتكِ في الساحات و رأيتك تكبرين يومًا بعد يوم، ومع كل صرخةٍ تبكين على وطنٍ تآكلت أرضه، و بقي منه شوارع قتال و ساحاتٍ تنزف.
من حدود الشمال، إلى صراع الجنوب، إلى قلبٍ مع كلّ كيلومترٍ يذوب…
ترى من سيبقى اذا غادر الجميع؟
ومن سيشتري فساد الباعة؟
ومن سيمضي صفقات المجرمين؟
ومن سيدفن ما تبقى من الشهداء؟
ومن سيمحو آثار الماضي من ذاكرة أطفال كان لهم وطنًا يلعبون على أرضه، فأصبحت الأراجيح شوكًا وألغام…
سأخبر أولادي عنكِ، وسأدعك في مذكّراتي سجّلًا ضخمًا ضاعت أحلامي فيه، سنلتقي بعد سنة أو سنتين، و ستبقين أجمل حدثٍ شاركتُ فيه.
في كلّ مرةٍ غادرت منزلي لألبّيكِ و عدتُ متعبه، محبطة، لا أدري ان كان سيصل صوتي أو تقتل أوجاع أنفاسي.
ولكنّي سأبقى أنادي وأصرخ، لعلّهم يتركون هذا البلد قيد البناء، فقد تعبت أحلامه من أفق الضياع… وهاجر العمّال و المهندسون، ومرض الأطبّاء والممرضون، وانهار التلاميذ وغاب المعلّمون، وبقيت المدارس ساحات القتال و ملاجئ الحروب و أماكن ضاعت منها مقاعد الدراسة وبقيت فيها بقايا حروف…

https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/334206731341951