“متلازمة ستوكهولم اللبنانية: داء ألم فخلت فيه شفائي!”
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
بعد إتفاق الطائف وتقسيم لبنان إلى دويلات عقائدية تغذي فكرة الولاء لزعيم الطائفة، دخل معظم الشعب اللبناني تدريجيا في حالة “الهوس العشقي” وتورط في علاقة “سيانفسية” مع مافيا السلطة في لبنان.
فيما يتعلق بسايكولوجيا الشعوب، يعتبر قسم كبير من الشعب اللبناني مصابا بمتلازمة ستوكهولم التي تحفز العقل الباطن على الإنجذاب الهوسي بالآسر أو الخاطف. وهذه الحالة المرضية ظهرت نتيجة عدة عوامل منها الخوف من الآخر جراء الانقسامات الطائفية التي أنجبتها مجازر الحرب الأهلية في لبنان. لقد استثمر زعماء الطوائف هذا الرهاب الشعبي من الوجود الآخر وعملوا على إغواء أتباعهم بشعارات حماة الطائفة حتى أدخلوا كل طائفة إلى زنزانة التبعية العمياء.
وأصبح الشعب اللبناني أسيرا في “زنازين ستوكهولم” ينتظر كسرة خبز من هنا وقطرة ماء من هناك ليسجد بعدها لسجانه الكريم العطوف الذي أبقاه على قيد سفر. اللافت في هذه الحالة المرضية التي يعاني منها سكان تلك الدويلات أن مشاعر الحقد والانتقام التي كان من المفترض أن توجه إلى زعماء السجون غيرت مسارها الطبيعي واتجهت نحو الزنازين الأخرى. فأسرى الزنازين الطائفية يدبرون المكائد لبعضهم البعض بدلا من أن يتوحدوا للهروب من الزنزانة والقضاء على السجانين.
أما الوضع الكارثي لهؤلاء المرضى يتعلق بوجود نوافذ كهرومذهبية في كل زنزانة، وهذه النوافذ لا تطل على العالم الخارجي بل على الزنازين الأخرى. وفي كل مرة يتضور الأسرى جوعا، يستدرك زعماء السجون خطر “الوحدة الزنزانية” فيبدع كل سجان في إشباع الغرائز الطائفية بصوت خطابي عذب تذوب فيه الأنا الفردية وتتورط أكثر في غرام القضبان.
“متلازمة ستوكهولم” استفحلت بلاوعي أغلبية الشعب اللبناني ولا سبيل إلى النجاة من قيودها “السيانفسية” إلا بالاعتراف بوجودها أولا كي نستطيع البدء برحلة العلاج من هذا المرض الخبيث. داء حول مناطق لبنان إلى سجون طائفية وجعل من الشعب أسير حرب محرر من عدو خارجي وعاشق لأعداء داخليين. فيا شعبي المصاب بداء تقديس الزعيم، إن شب حريقا ما نتيجة صدفة مدبرة في زنزانة جارك الأسير، لا تبدأ بالتحضير لمهرجان الانتصار والاستقواء على الآخر. فلا تنسى أن لكل زنزانة نافذة تطل على الزنزانة الأخرى!
https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/342505713845386