كتاب تاريخنا الحديث

كتاب تاريخنا الحديث

من المتعارف عليه عادةً أن المنتصر هو من يكتب التاريخ ، لكن في حالتنا اللبنانية لا يمكن لأحد كتابة تاريخنا المظلم سوى المغلوبين “جيل ما بعد الحرب” ، هم وحدهم يستطيعون شرح ما حدث ونقل تلك التجربة السيئة المريرة الى الأجيال القادمة من تاريخ لبنان الحديث، (تاريخ الحرب الأهلية).

وهنا نتوقّف عند مقتطف رائع ذُكِرَ في الكلمة الأولى للحزب عام 2006 بخصوص الحرب الأهلية والتاريخ المظلم من بلادنا عندما قال أمين عام الحزب يومها الأستاذ داني عبد الخالق :

لقد خرجوا من الحرب بصيغة لا غالب ولا مغلوب !! كيف حسبوها ؟! لقد تجاهلونا نحن أبناء جيل ما بعد الحرب، لقد نسوا أن الأجيال التي ستأتي وترث الدمار والخراب والتأخر الذي حل بالوطن بسبب أفكارهم الهدّامة وحروبهم الطائفية، هو الجيل الخاسر و الجيل المغلوب . كيف لا غالب ولا مغلوب ؟!! من المفروض واحتراماً لنا ولأجيالنا القادمة، واعترافاً منهم بالذنب الذي ارتكبوه، ان تكون الجملة ( مغلوبيين ، خاسرين ، دمّرنا الوطن ).

إنتهى..

وهنا يأتي السؤال كيف تريدون أن يُكتب تاريخنا الحديث؟ وعن أي مذابح يجب أن نتحدث ، وهل يجب إعادة إيقاظ الفتن من خلال كتاب مليء بالدماء ؟ هل على كل طائفة أو حزب أو منطقة أن تكتب تاريخها بنفسها ؟ وهل ستقبل الطائفة الأخرى أو الحزب الآخر بسردية تلك الطائفة أو الحزب؟

إذا تركنا الأمر دون كتابة تاريخ لتلك المرحلة ، عندها ستتربى الأجيال القادمة على سردية الأباء والأحزاب ورجال الدين ؟

نقطة قوّتنا كشعب لبناني في كتابة تاريخ تلك الحقبة هي أن الجميع أوغل في تلك الحرب وبالتساوي.

ونحن هنا لا نتحدث عن كتاب تاريخ يوزّع في الأسواق ، أو كتاب تاريخ نفتخر بأمجاده لنقوم بتسويقه بين الأمم، نحن نتحدث عن كتاب تاريخ مقتضب ومصغّر ليكون ضمن المناهج الدراسية التي ستساعد الطلاب على تهذيب مشاعرهم وأخلاقهم الوطنية ، بما معنى ، كتاب يتعلّمون منه العِبَر والدروس لتفادي وقوعها في المستقبل ، كتاب يحكي ويروي للأجيال أن ما حدث كان خطأ وجريمة بحق الوطن ودفع جميع اللبنانيون ثمنها.

ونشدد على أن لا يتطرق الكتاب لأسماء الطوائف والأديان ، على سبيل المثال ، بدل القول وتقاتل المسلمون والمسيحيون والدروز، نستطيع القول وتقاتل اللبنانيون.

هذه مجرّد ملاحظات نتركها لأدباء اللغة العربية. ونحن على ثقة بأنهم سيسطّرون في تلك الأوراق القليلة السوداء من تلك الحقبة أفضل الجمل المهذبة، التي تستطيع أن تكون مقبولة عند الجميع.

ونشدد أيضاً على عدم الدخول في التفاصيل، وإختصار ما يمكن إختصاره، على أمل أن يمحو التاريخ ذلك التاريخ.

هذا النص هو مقتطف من البرنامج السياسي للحزب ( ما بعد سقوط النظام )

شاهد أيضاً

برنامج تبني الأطفال أو رعاية الأطفال

برنامج تبني الأطفال أو رعاية الأطفال وفي نفس السياق الذي سبق وتحدثنا عنه في قسم …