تكليف من دون تأليف.. بانتظار الفَرَج أميركياً!

23 – كانون أول – 2019

المهندس سيمون حبيب صفير
لبنانيون جدد

يحق للرأي العام أن يشمئز ويقرف من فضائح فساد الدكتور حسان دياب الذي تمّ اختياره من الفاسدين، لترؤس الحكومة اللبنانية، (والتي يُتوقّع أن يفشل في تأليفها بعد تكليفه من ٦٩ نائباً بفعل الاستشارات مع رئيس الجمهورية)، وذلك بحسب ما ينشر عنه في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعيّ، حيث يمارس الشجعان حرّيتهم فيعدّدون الارتكابات الكثيرة الموثّقة التي تسجّل ضدّه لا سيّما عندما كان وزيراً للتربية الوطنيّة والتعليم العالي، في الماضي القريب، وحتّى عندما كان موظفاً في الجامعة الأميركيّة في بيروت حيث ارتكب مخالفات وتعدّيات وصفقات تعفّر جبينه، وتشوّه صورته أمام الرأي العام الذي لا بدّ من أن يرفضه لسوء سيرته، بكل بساطة، لأنه يطالب برئيس حكومة أكاديميّ شريف نظيف كفؤ، ولا غبار حتى على حذائه…!

لقد تمّ اختيار هذا الرجل عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، من قبل زملائه ونظرائه الفاسدين، بهدف استمرار النهج القذر نفسه الذي خرّب لبنان، فيجاريهم ويطيعهم ويغطّيهم، ويعتمد أسلوب ” اسند لي تَ حَمِّل لك”، وهكذا تتعذّر المهمّة الأساسيّة المنتظرة والمطلوبة من القضاء الذي يتمّ تعطيل مشروع إصلاحه من الشرفاء أصحاب النوايا الحسنة.. وهذا ما يرفضه الثوّار الأحرار الذين يريدون محاكمة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة منهم.. وهم لا يكفّون عن الصراخ في ساحات لبنان لبلوغ هذه الأهداف الوطنيّة الشريفة!

ولا يمكن تحقيق ما يصبو إليه الشعب اللبنانيّ إلا من خلال تأليف حكومة مصغّرة من الأخصائيّين الأكفّاء الخبراء النظفاء الكفّ من نساء ورجال أكاديميّين ذوي الرؤيا والمشاريع القابلة للتنفيذ، كلٌّ في وزارته وفي اختصاصه… للإعلاء من شأن الأداء السياسيّ الإجتماعيّ الوطنيّ الإنسانيّ..

لقد تمّ اختيار هذا الرجل، للاستفزاز وتمرير الوقت الضائع، إلى حين اكتمال كل الترتيبات اللوجستيّة والتقنيّة والفنيّة والسياسيّة المتعلّقة بالتنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما من الآبار وتقسيم الحصص.. حيث أن حصّة الأسد، على ما يُشاع، هي للأميركيّين الذين بنوا أكبر سفارة محصّنة لهم في المنطقة، عندنا في عوكر المطلّة على البحر، وممّا لا شكّ فيه أن الطبخة السياسيّة الإقليميّة الدوليّة على نار أميركيّة لم تعد هادئة، على ما يبدو، من خلال الضغوط الماليّة والاقتصاديّة التي تمارسها الإدارة الأميركيّة على لبنان، ونشعر بها كبير الشعور الذي يمسّ بكرامتنا وجيوبنا وبطوننا، والهدف أولاً بأوّل التضييق سياسيّاً على “حزب الله” وسلاحه الإيرانيّ، وعلى محازبيه ومناصريه ومؤيّديه وحلفائه، مالياً ومعيشياً.. إلى أن تأتي ساعة نزول هؤلاء المناصرين أنفسهم إلى الشارع حيث يعترضون، بعد تطبيق طوق الحصار المعيشي عليهم، وقد ينضمّ منهم أعداد كبيرة تلتحمُ بالثوّار الذين يشاركونهم المصيبة التي لا تستثني أحداً من الشعب اللبنانيّ الذي يعاني من الضائقة الماليّة والمعيشيّة الخانقة عينها!

لذلك.. وبعد نضوج الطبخة، ستطفأ النار تحتها، ليتمّ تناولها على المائدة اللبنانيّة العامرة، حيث يبدأ التمتّع بالأطايب، في جوّ من البحبوحة والازدهار.. بعد ملامسة الانهيار، الذي يتم تداركه، بعد تأليف حكومة مصغّرة نفطيّة إنقاذيٍّة بامتياز.. وحينها تنهال المساعدات على وطن الأرز، وتبدأ الاستثمارات التي تحرّك عجلة المنظومة الإقتصاديّة وتعزّزها إذ تستقطب رؤوس الأموال من الدّول الغنيّة الصديقة، الغربيّة والعربيّة على حدّ سواء، ومرّة جديدة، بقرار أميركيّ أوروبيّ مشترك، وبمساهمة كبيرة من فرنسا “الأم الحنون”، من دون التعويل على أي دور لجامعة الدول العربية التي تستغرق في ثباتها العميق أو بالأحرى في غيبوبتها المزمنة!

الأشهر الأولى من السنة القادمة ٢٠٢٠ ستشهد “أعجوبة” ما ننتظرها تجلب الفرج، بعد مدٍّ إقليميّ وجَزر أميركيّ يفرض سلطانه في نهاية المطاف.. كيف لا، ومن يطبع الدولار ويوزّعه على كوكب الأرض هو سيّد قراره ليحجبه عمّن يريد، وساعة يشاء وأنّى يشاء ولأهدافه ومصالحه.. ومَن مِن الحكّام “الأبطال” يمكنه الاعتراض وإملاء إرادته على صانع القرار هذا: الإدارة الأميركية التي تقول لغالبية حكام الدول: ” كُن فيكون”!..
ومن يحاول عدم الطاعة والخضوع والانصياع يُقاصَص، ويكون القصاص بحجم اقتراف الخطأ.. وهناك ” البكاء وصريف الأسنان “!

دمى داخلية صغيرة تحركها أيدٍ خارجية كبيرة!

إنّها حقيقة مرّة.. وتبقى مرّة إلى أن تأزف ساعة التحرّر الحقيقيٍة التي لم نبلغها بعد في لبنان!!!

ولنعترف لأنفسنا.. على الأقل بهذا الواقع!

لبنان اليوم في الحاضنة الدوليّة.. على أمل ألا يطول الوقت لبلوغ سن الرشد والانعتاق والاتكال على النفس، بعد تثبيت أرجلنا سياسيّاً واقتصاديّاً وأمنيّاً في التّراب اللبناني الخصب والذي يختزن النفط والغاز والماء والمقدرات والكفايات… ولا ينسيَنَّ أحد الأهميّة القصوى للمياه اللبنانيّة التي لا بدّ من وضع استراتيجيّة حكيمة لها.. ولا بدّ من الحوكمة في لبنان على كل المستويات وفي كلّ المجالات لخلاص وطننا بعد طول جلجلة.

لننتظر الآتي من الأيام.. والمياه تكذّب الغطّاس!

 

شاهد أيضاً

اللبنانيون الجدد عن إشكال فندق المزار إنتركونتيننتال في كفردبيان

اللبنانيون الجدد على ما يبدو أننا أمام جيل جديد من الورثة السياسيين….أقبح من آبائهم فيديو …