كم هو شعورٌ جميل أن يحكم إسرائيل كل من جنبلاط وجعجع وبري وحسن نصرالله وميشال عون والجميل والحريري.
تصور معي عزيزي القاريء كم هو شعور جميل أن ترى شعب إسرائيل يعيش كالتالي :
كم هو مدهش أن ترى شعب إسرائيل يسهر ليلياً على ضوء الشمعة.
كم هو رائع أن ترى شعب إسرائيل يأكل الدجاج الفاسد.
كم هو ملهم أن ترى شعب إسرائيل مقسّم الى طوائف ومناطق.
كم هو شعور جميل أن ترى شعب إسرائيل يموت على أبواب المستشفيات؛ أن تراه محكوم من قبل مجموعة زعماء وكل زعيم يقاتل من أجل حقوق طائفته، أن ترى جزءا من شعب إسرائيل يخرج الى الشوارع ليشتم إحدى الرموز الدينية لإحدى الطوائف الإسرائيلية.
كم هو شعور جميل أن ترى زعماء إسرائيل ينهبون أموال شعبهم ويكدّسونها في بنوك أوروبا وأمريكا بدل أن يستثمروها في بناء دولتهم!
كم هو شعور جميل أن ترى زعيم إسرائيلي يخرج ليهدد باقي الإسرائيليين بقوة جمهوره ، ويهز بإصبعه ويقول لهم “ما تجربونا”!
يا له من شعور فريد من نوعه أن ترى القضاء في إسرائيل محكومٌ من قبل مافيات سياسية وأقصى إمكانياته فتح ملف درّاجات نارية ليعود ويحفظه بعناية داخل جوارير الفساد!
كم هو شعور جميل أن ترى المزارعين الإسرائيليين يرمون منتجاتهم من خضار وفواكه على الأرض لعدم قدرة دولتهم على تصريف إنتاجهم دولياً ، والأجمل من كل ذلك أن ترى شباب إسرائيل يحزمون حقائبهم بحثاً عن وطن بديل!
حقاً كم هو شعور جميل أن يحكم إسرائيل كل من جنبلاط وجعجع وبري وحسن نصرالله وميشال عون والجميل والحريري!
الحروب ليست بالأسلحة فقط ، فهناك حروب إقتصادية أيضاً ، وهناك حروب ثقافية. فإن كنتم تعتمدون على صواريخكم فقط في حربنا ضد إسرائيل فمعركتكم خاسرة ولا ترون أبعد من أنفكم.
فإسرائيل هذه لا تريد أن ترى الى جانبها دولة متقدمة شفافة يحكمها القانون ، وهي تعلم جيداً قدرة الإنسان اللبناني في الوصول الى أعالي القمم ، وفي نسج علاقات قوية مع شعوب العالم من شمال المعمورة الى أقصاها. هي تريد فقط دولة متخلفة قمعية فاشلة تحكمها الطوائف والمافيات. هذا هو لبنان الذي يُسعِد قلبها ، وتقاتل لإبقائه على ما هو عليه ، لا بل وفي كل منعطف عاصف “كإنفجار بيروت” يتحرك العالم من فرنسا الى أميركا للتدخل وإنقاذ هذه الطبقة الحاكمة كلما وصل الموس الى ذقونهم ، فهل هناك أوفى من قادة لبنان لإسرائيل !! فمن خلالهم تستطيع إسرائيل أن تقول للعالم أنظروا من هم جيراني ، بذلك ستكون دائماً على حق أمام المجتمع الدولي مهما فعلت بنا.
ولهذه الأسباب قد يصعب عليكم يا شعبنا أن ترونا نحن “الجدد” في سدة الحكم والقرار، أقله في الوقت الحاضر، لأننا وبكل بساطة نحن لبنان الذي لا تريد أن تراه إسرائيل ، نحن القادة المثقفون نظفاء الكف ، لم يكن لنا أي دور في الحرب الأهلية ، ولم نشاركهم الفساد . أعداؤنا لا يريدون أن يروا جيلاً جديداً يحكم لبنان بسيف القانون والشفافية والعدالة والمساواة ، لا يريدون أن يروا قادة لبنانيّون يستطيعون إعادة بيروت الى دورها الريادي والثقافي في الشرق كمنصة للمثقفين والباحثين عن حرية الكلمة ، كمنصة لكل فنان ورسام وثائر، لكل مستثمر، لكل مؤمن ولكل مريض.
هل عرفتم مدى أهمية ثورتنا هذه ؟
لذا نحن مستمرون في نضالنا حتى تحقيق أهدافنا ، لن نستسلم ولن نتراجع ، ونحن مقتنعون بأن معركتنا الحقيقية لتحرير لبنان تبدأ من الداخل.
–
داني عبد الخالق
اللبنانيون الجدد
https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/314784319950859