فلنصلّي في القدسِ اليومَ أو فلتصّمتوا

 

فلنصلّي في القدسِ اليومَ أو فلتصّمتوا

غادة المرّ

اللبنانيون الجدد

فلنصلّي في القدسِ اليومَ أو فلتصّمتوا

ولتكفْ حملاتُ التّكاذبِ والتخوين والتفرقةِ والكراهيّةِ بيننا.

إنَّ إستغباءَ معظمِ حكّامِ الوطن العربيِّ لعقولِ شعوبهم غيرُ مقبولٍ وفاقعٌ جداً .

تلك َالشّعوبُ ،ومع الأسف ،شعوبٌ مخدّرةٌ ،مسيّرةٌ و مبرمجةٌ .

شريحةٌ كبيرةٌ منها، لا تحللُّ لا تراقبُ ،لا تحاسب ُولا تسعى للتقدّمِ والتّغيرِ .

يدّعون العلمَ ، الإنفتاح ، يحاضرون بالحرّياتِ ، محاربةِ العنصريّةِ ، الإختلافِ وتقبّلِ الآخر .

دشعوبٌ لا تقرأُ..

الجرائدُ والكتبُ مع الأسفِ ، تُستعملُ لمسحِ وتنظيف ِ زجاجِ النّوافذِ والأبواب ِ.

تحاورهم بالفكرِ والكلمةِ ، فيردّون بالشّتيمةِ ، التّهديدِ والسّخريّة إن خالفتهم الرأيَّ في السّياسةِ في الديَّن في الثقافةِ أو الفكرِ. أبوابُ الجحيمِ تُفتحُ ولا تعودُ لتغلقَ .

لا حوارَ ،لا رقيَّ ، ولا وجودَ في قاموسهم لحرّيّةِ التّمايزِ الفكريِّ ، الدّينيِّ والعقائديِّ.

جهلٌ ، تعصّبٌ ،وثقافةُ إحترامِ الفكرِ معدومةً والحمدالله.

نحمدُه على الهمجيّةِ ، الوقاحةِ والبذاءةِ اللّفظيّةِ .

أنا لبنانيّةٌ ومصلحةُ وطني لبنان َ فوق كلَّ إعتبارٍ، وفوق َ مصالحِ أيِّ دولةٍ أكانت ْ صديقةً أو عدوةً .

أنا أطمحُ للإنفتاحِ على كلَّ الدّولِ العربيّةِ والأجنبيّةِ ضمن حدودِ العلاقاتِ التّي تحترمُ السيّادةِ والمنفعة الوطنيّة المتبادلةِ والّتي حددّها الدّستورُ اللّبنانيُّ.

إن إتهمتني بالعمالةِ تعسّفاً وألصقت َ بي صفة الخيانة ِ ، فأنتَ تقترفُ ايضاً ذنبَ العمالةِ والولاءِ لدولٍ ولو صديقةٍ ، على حسابِ سيادةِ ومصالحَ لبنانَ . فلا فرق َ بالخيانةِ وهي لا تتجزأ .

فرفقاً بالبشر والعبادِ ، وارتقوا إلى مستوى الشّعوبِ المثقفةِ والرّاقيةِ والحرّةِ

ولا أعتقد أنّ الله سلّمكم مفاتيحَ الجنّةِ والنّارِ وجهنّم. ولم يجعلكم أوصياءَ على مملكته وعباده، توزّعون شهاداتٍ بالوطنيّة ِ .

إذا توحدّ العّربُ وأجمعوا على مهاجمةِ العدّوِ الإسرائليِّ المجرم ِ ، المغتصبِ والغاشمِ، وإبادةِ الصهيونية ، وإن عزمتم الصّلاةَ في القدسِ اليومَ قبلَ غدٍ، فأنا سأكون معكم بالقلبِ وأصليّ لنصرتكم. وقلمي سيكتبُ عن بطولاتِكم .

وإن عزفتم فاستتروا ، و كفّوا عن توزيعِ التّهمِ يميناً وشمالاً .

العدو الإسرائيليّ يعيشُ بأمانٍ وسلامٍ أمّا الدّولُ العربيّة تئنّنُ تحتَ وطأةِ الحروبِ , القمعِ , الجوعِ ، التفتّت ، الفقرِ والتّهجيرِ.

صححّوا البوصلةَ ومسارَ الحروبِ في المدنِ والشوّارعِ :حيفا ويافا والقدسُ وتلّ أبيب هي الهدف ووجهة ُالهجومِ وليس المدن َالعربيّةَ ، فترُفعُ لكم القبّعاتُ . حينئذٍ تنتصرُ القضيّة الفلسطينيّة والعربيّةِ .

يتابعُ العربُ بإهتمامٍ بالغٍ مجرياتِ الحوادثِ الّتي تحصلُ في الغربِ عامةً ويعلّقون على تلّكَ الأحداثِ الّتي تجري في دولٍ تعدُّ صرحاً ومنبراً للحرّياتِ والدّيمقراطيّةِ وطالما حملتْ رايةَ الدّفاعِ عن حقوقِ الإنسانِ والمرأةِ والطفلِ والحيوانِ والطّبيعة.

ومنَ السّخريّةِ بمكان ، يحاضرون ،يناظرون ، ينتقدون ويشمتون .

كأنّهم يعيشون في جنّةِ الحرّياتِ و يسبحون في أنهرٍ من العسلِ ،الرّفاهيّةِ ، التقدّمِ والتّطوّرِ ،قد توصّلوا لبناءِ الدّولةِ المدنيّةِ والعلمانيّةً.

أمّا العالمُ الثالثُ ، فحدّثْ ولا حرج ، ينتقد ما يجري في شوارعِ ومدنِ العالمِ المتحضّرِ.

ألا يخجلون ؟

الدماءُ في شوارعهم لم تجفّ بعد، ورائحة القمعِ والموتِ والبطشِ والتّنكيلِ تصدحُ في كلَّ مكان ٍ.

يضطهدون من يخالفهم الرأي، المعتقدَ ، الدّينَ ، المذهب َ ، الثقافةٍ ولونَ البشرةِ

يقمعون شعوبهم وثوراتهم ويخرقون حقوق الإنسان ويبدعون في ذلك يضطهدون النّساءَ ويحاربونهنَّ ويقمعونهنَّ ، يمايزون بين الطّبقاتِ في المجتمعِ.

هم يرجمون الإنسانيّةَ ..

هم يكتمون أنفاسَ الحرّيةِ ..

هم يغتالون الديمقراطيّةِ ..

هم يخنقون الحرّيّةَ ، الإنفتاحَ والتحرّرَ ..

هم يجثمون كابوساً على صدورِ شعوبهم فلا يتنفّسون..

فرفقاً بنا أرجوكم . إحترموا عقولنا ، ذكاءَنا ، وحاورونا .

 

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …