فلتصعق الثورة شحنة المحاصصة

 

” فلتصعق الثورة شحنة المحاصصة !”

نعمت كريدلي

اللبنانيون الجدد

قصة الكهرباء في لبنان تشبه حكايا شهرزاد ووعودها المخادعة التي استمرت ألف ليلة وليلة. بدأت القصة مع نهاية الحرب الأهلية في لبنان وبزوغ فجر المحاصصة والتقنين الطائفي.وما هي إلا بضع سنوات حتى رفع الستار عن فجر وهمي وليل محتوم عاشه الشعب اللبناني لعشرات السنين بسبب صفقات المولدات العشوائية والبواخر المشبوهة.

لم تفلح الحكومات المتعاقبة في لبنان إلا بنكث وعودها الانتخابية وجعل اللبنانيين يصدقون كذبة ” الضوء المقدس” الذي سينبعث من حقل الزعامة ” الكهرومذهبي” .استلم وزارة الطاقة وزراء من ألوان مختلفة لم يتركوا خلفهم سوى لون واحد وهو ” سواد النعرات الطائفية”. لم يكترثوا إلى ضعف إنتاجية الطاقة لدى المعامل في مؤسسة كهرباء لبنان ولم يبذلوا أي جهد وطني لحل أزمة الكهرباء بإيجاد حلول جذرية. لقد استطاعوا إنتاج طاقة واحدة فقط وهي طاقة المناكفات وتقاذف الاتهامات والكيدية السياسية لتمرير صفقات العمر.

وما كانت نتيجة هذه اللعبة الشيطانية من قبل أذرع الأحزاب الطائفية في الحكومات المتعاقبة إلا تكبد خزينة الدولة خسائر بالمليارات دفع ولا زال يدفع ثمنها الشعب اللبناني الذي حفر قبره بصوته وأناره بحلكة التبعية للزعيم.

أيها اللبنانيون، عليكم أن تتوقفوا عن السير في الطرقات المليئة بالتيارات الكهرومذهبية التي رسمها لكم زعماء المافيا السياسية اللبنانية. هم يتحدون ويتوددون لبعضهم البعض من خلف الستار عندما يريدون تمرير صفقات لنهب المال العام، لكنهم يعرقلون بعضهم البعض حين يشمون رائحة أي إنجاز أو مشروع وطني يهدف إلى خدمة المصلحة العامة. ماذا تتوقعون من مخلوقات حرضت وساهمت في اغتيال المواطنة على حواجز التقسيم المناطقي وسعت إلى تغذية العصبية الطائفية؟!

إنها السياسة نفسها التي اتبعتها الأحزاب الطائفية من مختلف الألوان_ سياسة الزبائنية الضيقة التي تخدم مصالح أقارب الزعماء وأزلامهم ومعارفهم. سياسة التنفيع من استئجار مبان تابعة لعبيد الزعماء بمبالغ مالية طائلة بدلا من بناء أو شراء مبان جديدة للتوفير على خزينة الدولة إلى تشويه جبال لبنان عبر كسارات المافيا السياسية إلى المساهمة في تصحر الغابات وهدر المال العام بسبب السدود العشوائية الفاشلة إلى مهزلة اليوم التي تتعلق بفضيحة استيراد الفيول المغشوش وما أدراك ما الفيول المغشوش!

وحلت الكارثة الاقتصادية وتبلورت في الموازنة التي أظهرت أرقام العجز المتراكم جراء انقضاض ” حماة الطائفة” على فريستهم الوحيدة، ” لبنان”. وما كان من خفافيش السياسة إلا اكمال مسلسل شهرزاد وإغراق بعض الشعب اللبناني المغروم بأسلوبهم القصصي بمزيد من الحقول الكهرومذهبية الموحلة. حتى بعد إشراق شمس الثورة اللبنانية، لا زالت خفافيش الطوائف تعد بالإصلاح ولا زال قسم من الشعب اللبناني يصدق أن لقصة التيار الكهربائي نهاية سعيدة. فهل حقا تظنون أن الخفافيش التي اعتادت العيش في الظلام قادرة على إنتاج النور؟! فلا تنسوا يا إخوتي في الوطن أن فاقد الشيء لا يعطيه واستعدوا للإتحاد كي نستطيع ضرب تلك المخلوقات السوداء بصعقة الثورة الوطنية، تلك الصعقة فقط ستحيي عظام الوطن وإن كانت “رميم”!

 

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …