يا وطن ما تنسى الوطن!
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
وجد الجيش للدفاع عن الأرض والشعب ووجد الشعب لدعم توأم روحه العسكري بروحه.كيف استطاع الوطن تصويب رصاصه نحو صدر شعب منهوب الهوية، مسلوب الحقوق، شعب محاصر من كل نحو وصوب، شعب شرب علقم الغربة ليدخر قطعة حلوى وحتى تلك القطعة التي ارتوت بعرق جبينه احتجزت خلف قضبان المصارف المتحضرة.
أنت تقول يا وطن أنك عبد مأمور وأنا أقول لك لا نريدكم عبيدا للفاسدين وأحرارا قمعيين علينا. لا نريدكم سواعد جبارة تقتلع صرخات الرجال وترميها في سلال الصمت النجس، لا نريدكم خلية نحل تهاجم العمال وتسلبهم حصاد الزهور لتقدمه قربانا لملكة العهر والفجور، لا نريدكم عمالقة على الجائعين وأقزاما تحت أقدام المعتدين.
دعني أيها الوطن أقل لك كيف نريدكم. نريدكم سندا لشتلة الأمومة، نريدكم عكازا لخطوات الكهولة، نريدكم تاريخا يكتب في حاضره البطولة، نريدكم أناملا تزرع الابتسامة في بذور الطفولة. هكذا نريدكم!
ارجعوا إلى ضمائركم التي نفذت أمرا عسكريا مبتذلا بالغيبوبة الدائمة. اصفعوا ضمائركم صفعة الوطنية علها تستيقظ من مرض التبعية. أنتم تدافعون عن الجلاد وتشنون حربا على الضحية. هل هذا هوا الواجب الوطني المقدس؟! هل هذا هو الجيش الذي نفتخر بأخلاقه وتضامنه مع الشعب المهمش؟! هل أنتم راضون عن تدهور قيمة خدمتكم للوطن إلى وديان الدولار الراكدة؟!
أيها الوطن لا تسمح لكيانك أن يكون أداة وألعوبة بيد أحزاب المافيا السياسية وزعماء الحرب الأهلية، لا تحني رأسك الأرزي للفاسدين وترفعه في وجه المستضعفين. كن أيها الوطن جبلا جبارا مليئا بكهوف يلجأ إليها شعبك كلما فاض عليه فساد الطوفان.
أدعوك أيها الوطن لتمد يدك إلينا وتنتشل أشلاء كرامتنا من نار الجوع_ جوع الطعام والطموح ، جوع التوق إلى التئام الجروح. أدعوك إلى يقظة وطنية إنسانية أخلاقية تردعك عن الاستمرار بالدفاع عن أبناء ابليس الذين لن يفوتوا فرصة تحويل البزات العسكرية والسواعد الربيعية إلى حطب لإبقاء جهنم الفساد مشتعلة!
رابط المقال على صفحة ال facebook
https://www.facebook.com/105606924201934/photos/a.105628454199781/222458929183399/