السلطة الرابعة ووهم الاستقلال:تعتيم ممنهج على صورة وثورة لبنان الجديد

 

“السلطة الرابعة ووهم الاستقلال:تعتيم ممنهج على صورة وثورة لبنان الجديد”
نعمت كريدلي
اللبنانيون الجدد
خطوات زمن ووطن تبعدنا عن ذكرى عيد الاستقلال، والاستغلال الإعلامي لا زال نشطا لصالح أبواق السلطة الفاسدة ومنتشرا كخلايا سرطانية صامتة وصاخبة في أرجاء شرايين الوطن.
لطالما كان ولا زال الإعلام اللبناني منصة لترويج البضائع السياسية الفاسدة وتغليفها بدعايات ودعابات تسهل هضم أكاذيب السلطة. كلنا نذكر البرامج السياسية الساخرة التي صورت لنا لعقود أنها تنتقد الفساد وتسلط الضوء على ناهبي المال العام، لكن في الحقيقة لم تكن هذه البرامج وغيرها من المقابلات الإعلامية إلا مسرحا لتعزيز أدوار ممثلي الحرب الأهلية ومنصات مأجورة تضمن ديمومة التوريث السياسي لمنظومة الفساد بقطبيها الموالي والمعارض.
ومع اقتراب ذكرى عيد الاستقلال، يجب أن نضع الحقيقة المرة أمام أعيننا ونعترف أن لبنان لم يكن يوما مستقلا ولن يكون طالما أن الشعب مقسم وولاء المواطن اللبناني الأول ليس للبنان. فقسم من الشعب ذائب في حب إيران وسوريا وقسم آخر يعشق الرياح الخليجية والبعض الآخر يتأرجح في هيامه بين أحضان فرنسا وأميركا. والإعلام اللبناني بأغلبيته الساحقة لم يتعلم منذ ولادته من رحم التنفيعات والتزلف السياسي مهارة الاستقلالية. فحتى بعد الثورة اللبنانية عاد وسخر منصاته لصالح أبواق الفساد الذين لا زالوا يحاولون تلميع صورهم التي فاحت منها رائحة النهب والمحاصصة والصفقات.
كي نحتفل فعلا بعيد الاستقلال نحن بحاجة إلى شعب مستقل وسلطة مستقلة وسلطة رابعة هدفها الأول التعتيم على أمراء الحرب وتسليط الضوء على من يرسم الدرب_ درب لبنان الجديد.ما نشهده اليوم من تدهور إعلامي غير مسبوق يدل على سطحية المحتوى الإعلامي الذي يعطي مساحة كبيرة لأصحاب العقول الصغيرة كي يستعرضوا تفاهات وسائل التواصل الاجتماعي مثلا. للأسف أصبحت وسائلنا الإعلامية ملاذا لإعادة إحياء رموز الحرب والفساد تارة وإعادة نشر أخبار فضلات وسائل التواصل الاجتماعي تارة أخرى.
إن كان الإعلام هو مرآة للمجتمع وإن كان المجتمع غارقا في النظر إلى مرايا بعضه البعض للحصول على سبق صحفي في كشف عيوب الآخر وتجنب التحديق في مرآته كي لا يرى عيوبه، فما هو دور الإعلام إذا؟! أليس من واجب الإعلام الراقي تغيير تلك المرآة وتصويب انعكاساتها على عيوب إدارة البلاد والعباد؟!
عندما يقرر الإعلام اللبناني تغيير مساره ونهجه من طريق التطبيل والتهليل لساسة الدولار ومخلفات الانحدار إلى طريق التربية الوطنية وإفساح المجال أمام الفكر والإبداع، عندئذ نحفر أول خطوة حقيقية في صخر الاستقلال ويبدأ عهد جديد لبناء دولة وشعب اللبنانيين الجدد!

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …