متى يا شعبي .. تثور ُمن جديدٍ وتغضب ؟؟

متى يا شعبي .. تثور ُمن جديدٍ وتغضب ؟؟

لا حكومة ..كلُّ شيءٍ مجمّد ٌبإنتظارِ نتائجَ الإنتخاباتِ الأميركيّة.
شرقُ أوسطٍ فوق بركانٍ يغلي.صراعُ دولٍ ،جبهاتٌ،إتفاقياتٌ وتقاسمُ نفوذٍ ومغانمَ وثرواتٍ،
وحدها الشّعوبُ تدفعُ أثمانَ تلكَ الحروبِ الباردةِ والمشتعلةِ .
غادة المرّ 🦋
اللّبنانيّون الجدد 🇱🇧
كلُّ شَيءٍ يتغيرُ إلاّ دهشةَ الصّمتِ الممتدّةِ إلى نبضكَ،تصنعُ ذاكرةً تخصّكَ وحدكَ..وإن رحلت.
نحتاجُ للعزلةِ أحيانًا عن كلِّ الّذين رسموا نقاطاً سوداءَ في قلوبنا.
عن كلِّ أولئكَ الّذينَ ثقبوا أرواحَنا ،نحتاجُ العزلةَ كي نغسلَ كلَّ السّوادِ ونرمّمَ الأشلاءَ .
نحتاجُ إلى لحظاتٍ مليئةٍ بالصّمتِ والكبرياءِ ،كي نجدَ أنفسَنا من جديد.
أقفُ اليومَ عاجزةً عن الكتابةِ.ماذا أكتبُ؟ عن أيِّ وطنٍ ؟ عن أيِّ حُلُمٍ ؟عن أيِّ ثورةٍ ؟
طُغاةُ دولتي،وجلّادوا شعبي ..أقوياءٌ وقد انتصروا .
كيف أخبرُكم أنَّ الوقتَ يقتلُ الثّورةَ ويُصادرُ الحُلُمَ ويغتالُ الوطنَ .!!
متى يا شعبي ،تنتفضْ متى تثورْ وتغضبْ؟
سرقوا ثورتكَ ولم تغضبْ
سرقوا احلامكَ ولم تغضبْ
سرقوا أموالكَ ولم تغضبْ
سرقوا الوطنَ والتّاريخ والجفرافيا ولم تغضبْ
سرقوا الماضيَ والمستقبلَ وكلَّ الذكرياتِ وكلماتِ الأغاني ولم تغضبْ
دمّروا بيروتَ وشوّهوا وجهها الحضاريَّ ولم تغضبْ
دمّروا المرفأَ والأحياءَ والتّراثَ وقتلوا النّاسَ ولم تغضبْ
سرقوا أموالكَ ورفعوا دولاركَ ونهبوا جنى عمركَ ولم تغضبْ
سمّموا طعامكَ ومياهكَ وبيئتَكَ وأحرقوا غاباتِكَ ولم تغضبْ
هجّروا أولادَكَ وصادروا أحلامَهم ومستقبلَهم ولم تغضبْ
تاجروا بدوائكَ ورغيفِ خبزِكَ ولم تغضبْ
أذلّوكَ في صفوفٍ أمامَ أبوابِ الأفران ِومحطّاتِ الوقود ِوالصّيدلياتِ وأمامَ المصارفِ ولم تغضبْ
أغرقوا ليلكَ في عتمةِ غيابِ الكهرباءِ وفي صفقاتِ البواخرِ و لم تغضبْ
جعلوكَ تدفعُ فواتيرَكَ مرّتين وبأغلى التسعيراتِ في العالم ولم تغضبْ
جعلوكَ تعيشُ أسوأ حياةٍ على كوكبِ الأرضِ وجعلوا من دولتِكَ ووطنِكَ مزرعةً وجحيماً
وأيظاً لم تنتفضْ ولم تغضبْ.
أصبحنا أمواتاً على قيدِالحياةِ ،نعيشُ على هامشِها ،نعيشُ في العصري الحجريِّ بل في جهنّمَ
نقاسي ،نكافحُ وننجو .
وأيضاً يا شعبي لم تعترضْ ولم تغضبْ.
لا حكومة في القريبِ العاجلِ ،أقلّه ليس قبلَ أن تنتهي الإنتخاباتُ الأميركيّةُ، ويُحسمُ السّباقُ نحو البيتِ
الأبيض.هل سيعودُ ترامب؟ أم سيأتي بايدن؟
يذهبُ العاشقُ ويأتي المعشوقُ ، هل سيتغيّرُ شيءٌ؟
هل ستنتظر ما ستؤولُ إليه المفاوضاتُ الجاريةُ لترسيمِ الحدودِ البّريّةِ والبحريّةِ؟
هل ستنتظر ما ستفرزُه على السّاحةِ ،المفاوضاتُ المرتقبةُ الإيرانيّة-الأميركيّة؟
هل سيطول أنتظارُكَ كي تُحسمَ نتائجُ حروبِ الجبهاتِ في اليمنِ وليبيا وكراباخ وأرمينا؟
وما سينتجُ عن مخطّطاتِ الحروبِ الباردةِ والمشتعلةِ في بحرِ الصّين بين الصّين والولاياتِ المتّحدةِ
الأميركيّةِ؟
هل ستنتظر ،كي تنتهي الصّراعاتُ بين فرنسا وتركيا وبين روسيّا وإيران والعرب وإسرائيل ؟
هل ستقبع في الجّحيمِ تنتظر وتراقب صراعَ الدّولِ الكبرى وتحالفاتِها ونزاعاتِها وأطماعِها الّتي ستنتهي
حولَ طاولةِ المفاوضاتِ والمصالحِ وتقاسمِ النّفوذِ والثّرواتِ والأراضِ والسّلطةِ فيما بينها؟
هي حربُ المياهِ والنّفطِ والغازِ والنّفوذِ والمواقعِ الإستراتجيّةِ بإمتيازٍ .
هل ستنتظر يا شعبي رسمَ خرائطَ وحدودِ دولِ الشّرقِ الأوسطِ وولادةِ إتفاقيّةِ سايكس-بيكو جديدة؟
ولعلَّ هذه الإتّفاقيّةِ للمنطقةِ ، تُرسَمُ بالحديدِ والنّارِ والثّوراتِ والقمعِ والصّراعاتِ الدّمويّةِ الّتي لا تنتهي.
متى ستغضب يا شعبيَ المسكينَ؟ وإن غضِبتَ ماذا ستفعل؟
لقد أطفأ صمّتُكَ قلمي وثورتي ، وأطفأتْ روحي إنكساراتُكَ وهزيمتُكَ ،يا شعبي.
الرّهاناتُ كلّها أصبحّتْ مقامرةً،واحتمالاتُ الربح ِفيه توازي العدمَ ،وبصيصُ الأملِ في آخرِ النّفقِ
أوشكَ على الإنطفاءِ.
لم نعدْ ننتمي إلى هذه الأرض ِ ،لأنّهم سلبونا لذةَ الإنتماءِ إليها. وهي حتماً ليستْ لأولادنا الّذين
دُفعوا لتركها والبحثِ عن أرضٍ بديلةٍ تحتضنُ أحلامَهم وتوفّرُ لهم الأمان َ والإستقرار.
كيفَ نجرؤ أن نقولَ لهم أن لا يعودوا كي لا يكفروا مثلنا بوطنٍ راهنْنا عمراً كاملاً على قيامه .
هل لي أن أرحلَ عن الألمِ،أن أحلّقَ عالياً، أن تكونَ التّذكرةُ دونَ رجوعٍ ،أن أختارَ الدّربَ والوجهةَ ،
أن تكونَ المقاعدُ مليئةً بي ، وبأحلامي وأمنياتي ، أن تكونَ حقيبتي فارغةً ،لأنّها ، بثورتي ، ستمتلئ
يوماً ؟؟
إغضبْ وعدْ إلى الثورةِ.. عدْ إلى الحياةِ يا شعبي .
أتوسّلُ إليكَ ..إغضبْ

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …