“مهندسون مستقلّون”نحو إنتفاضة ثوريّة بالمسطرة والقلم
إنتفاضة ٌهندسيّةٌ ،تلاقي الإنتفاضة َالقضائيّةَ ،وترسمان معاً ،خارطةَ طريقٍ ثوريّةٍ،بدأتْ ملامحُها تهندس ُوتحكم ُبرسمِ إنقلابٍ أبيضَ على فسادِ سُلطةٍ غاشمةٍ،أمعنتْ ومازالت تمعنُ في خطفِ واغتيالِ الحلمِ والمستقبلِ في حياةِ وطنٍ منكوب ٍ.
غادة المرّ 🦋
اللّبنانيون الجدد
ليس هناك من وجعٍ يفوقُ وجعَ أن يرحلَ عنكَ وطنٌ…تاريخٌ…حضارةٌ وحلمُ مستقبلٍ تبخّرَ هناك.
تحملُ حقائبَ السّفرِ وتبتعدُ وأنتَ تُلقي النّظرةَ الأخيرةَ خلفكَ وتلوّحُ بيدكَ لكلِّ من وما عاشَ واختبأ
في روحكَ .إنّهم يشوّهون التّاريخَ ويغيّرون الجغرافيا،ويمحون ذاكرةَ وطنٍ ،إنّهم يكتمون صوتَ العصافير وصوت الرّيح ،ويحرّفون كلماتِ الأغاني .
سنةٌ مرّتْ على تأجيلِ إنتخاباتِ نقابةِ المهندسين في بيروتَ .على غرارِ إنتفاضةِ القضاءِ والقضاةِ، يتمُّ التّحضيرُ لإنتفاضةِ الهندسةِ والمهندسين. 13مجموعة من المهندسين الثّائرين،قررّوا التوحّدَ ومواجهةَ ممثّلي أحزابِ السّلطةِ الحاكمةِ من خلالِ منصّةٍ موحّدةٍ،تتحضّرُ لإطلاقِ لائحةٍ واحدةٍ بعنوانٍ ثابتٍ ” مهندسون مستقلّون ” ثوّارٌ منفتحون للتّعاونِ والتّنسيقِ مع مختلفِ قوى وإئتلافاتِ الثّورةِ ،نحو التّغيرِ ،داعين للتّرفّعِ عن الخلافاتِ والتّجاذباتِ والإنقساماتِ ، من أجلِ تحقيقِ فوزٍ مماثلٍ لنقابةِ المحامين وإهدائه للشّعبِ اللّبنانيِّ.وبالتّالي ،يتمُّ سحبُ ملفّاتِ الفسادِ الهائلةِ من يدِ السّلطةِ الفاسدةِ، بعدَ أن وجدوا أنفسَهم أمام مغارةِ علي بابا والأربعين حرامي.
كيف نخبركم أنَّ هذا القطاعَ الحيويَّ ونقابةِ المهندسين ،قد شكّلا ثقباً يبتلعُ ملفّاتِ الفسادِ وملياراتِ اللّبنانينَّ وثرواتِ الوطن ِ .؟
ثورةُ المهندسين اللّبنانيّن … لم تتأخّر.وقد هالهم كمُّ الفسادِ الّذي طالَ قطاعَ الهندسةِ ونقابتهم ، والّتي كان الأجدى بها أن تكون خطَّ الدّفاعِ الأوّلِ عنهم وسدّاً منيعاً يحمي حقوقَهم ومصالحَهم ويسوّي أوضاعهم كي يتمكّنوا من إجتياز هذه المرحلة الكارثيّة الّتي تعصفُ بالوطن .
لكنَّ تلك النّقابةُ،سقطتْ بيدِ السّلطةِ الّتي عاثت بملفّاتِها فساداً ومحاصصاتٍ وأمعنتْ بزرعِ الإنقساماتِ والخلافاتِ وشرزمَتْ فعاليّةَ وقوّةَ هذا القطاعِ الأساسيِّ والحيويِّ في ورشةِ بناءِ الوطنِ الحديثِ والمتطّورِ .
خافوكم… فزرعوا بذورَ الشّقاقِ في صفوفكم .كيف لمنظومةِ حاكمةٍ فاسدةٍ،أن تضعَ يدها على قراراتِ نقابةِ المهندسين وتشلَّ عطاءها ؟ فتغدو النّقابةُ خصماً ،عوضاً أن تكون دعماً للدّفاعِ عن حقوقِ المنتسبين إلى صفوفها ،فتصونَ حقوقهم وتدافعَ عن مصالحَ كلِّ فردٍ منهم.
وقد عمدتِ النقابةُ ،وبخطوةٍ غيرُ مدروسةٍ، لم تراعي الوضعَ المزريَ الّذي تمرُّ فيه البلادُ، على رفعِ تعرفةِ الإشتراكاتِ السّنويّةِ وزيادةِ الرّسومِ الّتي تغطّي مصاريفَ الإستشفاءِ والخدماتِ الأخرى، معلّلةً ذلك بسبِ إرتفاعِ سعر الدّولار ،محمّلةً بذلك ،المهندسَ المواطنَ أعباءً معيشيّةً إضافيةً جائرةً.
وتكون بذلك ،قد تحوّلتِ النّقابةُ لمنصّةٍ ،تعصفُ فيها النّكافاتُ والإنقساماتُ والكيديّةُ .و استحالت
آداةً بيدِ السّلطةِ ،متمثلةً بممثلي أحزابِ المنظومةِ الحاكمةِ ، وتحوّلتْ إلى منظومةِ جبايةٍ شكّلتْ عبأ إضافيّاً ثقيلاً ،أرهقَ كاهلَ المنتسبين إليها .
ملفّاتٌ كثيرةُ ،عاشتْ في ذاكرتنا وارتبطتْ إرتباطاً لصيقاً بمعاناتنا ومشاكلنا الحياتيّة اليوميّة.
نقابةٌ ،كباقي مكوّناتِ نسيجِ الوطنِ المنكوب ،معطّلةٌ. ِ.كيف نخبركم أنّ هذا القطاعَ الثقبَ ، قد بلعَ نصفَ ملفّاتِ الفسادِ والهدرِ والمحاصصةِ . وقد استطاعتِ السّلطةُ خرقَ نقابةِ المهندسين وعمدتْ بالتالي على تأجيلِ إنتخاباتِها في بيروتَ وعاثتْ فيها فساداً وهدراً مرعباً .
ملفّاتٌ، عانى منها إقتصادُ الوطنِ دهراً وابتلعتْ وما زالت تبتلعُ ثرواتِ الوطن ِوأموالَ المودعين والمواطن .ملفّاتٌ دسمةٌ ،فاحتّ منها رائحةُ الهدرِ والنّهبِ والسّرقةِ المخزية. ونذكرُ منها :
-ملفّاتُ الأملاكِ البحريّةِ والكسّاراتِ في الجّرودِ ، ناهيك عن المراملِ والطّرقاتِ والبُنى التّحتيّة .
- ملفّاتُ الأشغالِ والنّقلِ والبيئةِ
- ملفّاتُ الصّناعةِ والزّراعةِ
- ملفّاتُ السّدودِ العشوائيّةِ والفاشلةِ(ضمن الطّاقةِ والمياه)
- ملفّاتُ الجسورِ والأنفاقِ
- ملفُ الطاقةِ والمياهِ والفيول ،وهو الملفٌ الأكثرُ دسامةٍ في النّهبِ والهدرِ والسّرقةِ والتّهريبِ
- ملفّاتٌ مشتركةٌ مع التّنظيمِ المدنيِّ والإسكانِ والدّوائرِ العقاريّةِ ،بالإضافةِ لمجلسِ الإنماءِ و الإعمارِ
ودعماً لهذا التّحركِ وهذه الإنتفاضةِ، يؤكّدُ المهندسون المستقلّون على إنفتاحهم واستعدادِهم للتّواصلِ والتّنسيقِ مع مختلفِ قوى الثّورةِ،داعين للتّعالي على الخلافاتِ والتّجاذباتِ والإنقساماتِ و مجددّين دعوتَهم لجميعِ المهندسين المستقلّين المسجّلين في النّقابةِ في بيروتَ ، للإنخراطِ في صفوفِ هذا التّحركِ وللمشاركةِ الفعّالةِ لأنّ النقابةَ هي “هم”. علماً أنَّ بابَ تقديمِ طلباتِ التّرشّحِ لهيئةِ المندوبين،يقفلُ في 12 أيار .
اليومَ ،أمسكتُ القلمَ وقلبي كان الحبرَ ،لأسطّرَ وجعَ مهندسين لبنانيّن متفوّقين ،أصبحَ قسمٌ منهم عاطلاً عن العملِ ،وقسمٌ آخرٌ بنصفِ دوامٍ ومعاشٍ ،والقسمُ الأخيرُ مشروعَ هجرةٍ وغربةٍ.
ملفُ الهندسةِ والنّقابةِ ،ملفٌ وازنٌ ودسمٌ،فاحتْ منه رائحةُ فسادِ وفشلِ سلطةٍ جشعةٍ ، حاكمةٍ، في أرجاء العالمِ.
فرصٌ أهدرتْ…حلولٌ غُيّبتْ…صفقاتٌ بملياراتِ الدولاراتِ من خزينةِ الدّولةِ وأموالِ الشّعبِ ، نُهبت . وصُدرَ الحلمُ ببناءٍ وطنٍ ورسمِ مستقبلٍ آمنٍ ومزدهرٍ ،نعيشُ فيه بكرامةٍ وحريّةٍ وتطوّرٍ يحاكي العصرَ.
فرصٌ ذهبيّةٌ واعدةٌ لحلِّ جميعِ ملفّاتِ يومياتنا المخزيةِ والمذلّةِ والشائكةِ … أُجهضتْ .
لم نعدْ ندري على أيِّ حزنٍ ننامُ ،ولا على أيِّ حزنٍ نستيقظُ يا وطني .
فهل تنجحُ ثورةُ القضاةِ وثورةُ المهندسين المستقلّين في إعادةِ الحياةِ والزّخمِ لثورةِ 17 تشرين ،فتقوّضَ ما بنته وحاكَته يدُ الفسادِ والهدرِ والشّرِ ،فتقطع بذلك خيوطَ فسادٍ عنكبوتيّةٍ أمعنتْ بخنق ِ إزدهار وتقّدّمِ وطنٍ ،وتنقذُ الشّعبَ من براثنِ منظومةٍ حاكمةِ ميليشياويةٍ ، على مدى عقودٍ من الزّمن ؟.
كلّنا مهندسون مستقلّون …كلّنا ثورة وطن .