العلمانيّة السياسية: خطوة إصلاحية لنهضة لبنان
جوزيف شرابيه
اللبنانيون الجدد
العلمانيّة هي المبدأ القائم على فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية ، فقد تعني عدم قيام الدولة بإجبار أي أحد على إعتناق او تبنّ لدين معيّن أو معتقد ما لأسباب غير موضوعية. بمعنى عام ، فإن الأنشطة السياسية والقرارات وخصوصاً السياسية منها ، يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية . ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية ، عندما يُفَسَّر النظام الكوني بصورة دنيوية ، بعيداً عن الدين .. والجدير ذكره ، أن العلمانية السياسية لا تعني الإلحاد كما يعتقد البعض ، ففي الولايات المتحدة الأميريكية مثلاً ، وُجد أن العلمانية خدمت الأديان من خلال تعزيز حرية المعتقد.
إن فصل الدين عن الدولة يتيح المجال لتأسيس دولة المؤسسات والقانون والحفاظ على ممارسة المواطنين لطقوسهم الدينية المتنوعة ويضع الوطن تحت جناح الدولة المدنية القوية التي تستمد دستورها من الإنسانية وتجاري التطور التكنولوجي والعلمي لإستحداث وتعديل القوانين للوصول إلى العدالة الإجتماعية وغرس مفهوم الحقوق والواجبات في المواطن.
العلمانية السياسية هي اللقاح الأكثر فعالية ضد فيروسات شد العصب الطائفي والتقسيمات المناطقية والمحسوبية والزبائنية. والدليل على ذلك،إن إدراك العالم الغربي لأهمية فصل الدين عن الدولة لم يمنع الكنيسة من ممارسة شعائرها الدينية ولا الجوامع أو حتى المعابد، لكن دولها أمنت الحصانة الحقوقية لشعوبها وقدسية تطبيق القوانين لكل فرد من أفراد المجتمع.
رابط الخبر على صفحة ال facebook
–
Lebanese revolution – ثورة 17 تشرين – اللبنانيون الجدد