في لبنان لا أحد يستطيع فرض سيطرته وهيمنته على الآخر.
لعنةُ وطنٍ
رئيس الحزب إيلي معلوف
إرحموا من في الأرضِ ،يرحمُكم من في السّماء .هل بقي كلامٌ يُقالُ أمام هولِ المشاهدِ اليومَ؟؟
كلُ الكلامِ قد نفذَ في وصفِ عهرِ وفسادِ تلك الطّبقةِ الحاكمةِ .
فسادٌ وإهمالٌ ولا مبالاةٌ ..صراعُ أهل السّلطةِ و خلافاتُها وتناتُشها لبقايا أموالِ المودعين،والسّعي لحجز مراكزهم وكراسيهم وخوضهم معاركَ إنتخابيّةَ ، غيرُ مبالين بمآسي الشّعبِ ،وجرائمهم الّتي إن وُصِفت
فبجرائمَ ضد َالإنسانيّة ِوتخرقُ حقوق الإنسان ِوكرامته على الملأ ، فالشّواهدُ صارخةٌ ودامغةٌ ،لا لُبسَ فيها ،تصفعُهم وتُعرّي صفقاتِهم ونهبِهم وإهمالهِم ، والأفظعُ لا مبالاتِهم المقزّزة واقتراعِهم المخجلِ على ثوبِ الشّعبِ المنكوبِ والمنهوبِ والبائسِ و استماتتِهم المذّلة والتشبّثِ الأعمى بالمناصبِ والكراسي ،على حسابِ صحّةِ وأموالِ وكرامةِ ومستقبلِ وسيادة وحرّيةِ وطنٍ وشعبٍ ،انتخبَهم يوماً.
منذُ إندلاعِ ثورة ١٧ تشرين،ونحن ،حزبُ اللّبنانيون الجدد، نحاولُ جاهدين أن تكون إنتقاداتُنا وأهدافُنا، تطالُ وتشملُ كلَّ النّظامِ والطّبقةِ السّياسيّةِ، وهذا ما زالَ، حتّى السّاعةَ، هدفاً ثابتاً لدينا، لم يتبدّل طيلةَ الفترةِ الماضيةِ. لكنّنا ،نجدُ أنفسَنا مرغمين على تصويبِ البوصلةِ السّياسيّةِ ومعارضةِ ما من شأنه أن يمسَّ بالثوابتِ الوطنيّةِ وبالأمنِ والحريّة والسّيادةِ وبالأخصِّ ما يمسُّ بهيبةِ الدّولةِ ومؤسسَاتِها ومستقبلِ ومصيرِ الوطنِ .
خرجَ السّيد نصر الله ،إلى العلنِ مخاطباً الدّولةَ والشّعبَ بلغةِ الإستقواءِ والفرضِ وإلغاءِ وجودِ ورأيِّ الشركاءَ الآخرين له بالوطن. تحدّى الدّولةَ والشّعبَ والجيشَ والمجتمعَ الدّوليَّ، فارضاً لآتِه،وخارطةَ طريقِ عملٍ سياسيّةٍ ،متخطّياً بذلكَ كلَّ مكوّناتِ السّلطةِ وأركانِها السيّاسيّةِ والعسكريّةِ والإقتصاديّة، ناهيكَ عنِ الأمنيّةِ .ونقطة على السّطرِ ،وإلى التّنفيذِ دُرّْ . ضارباً عرضَ الحائطِ بمعاناةِ شعبٍ بكامله.
إنَّ الحزب إذ يستنكر ُ هذه الطّريقةَ القمعيّةِ والإستفزازيّة التّي تضربُ السّلمَ الأهليَّ ، وبالتّالي تطيّرِ الإنتخاباتِ المبكّرةِ وفرضِ إستمرارِ هذه المنظومةِ الفاسدةِ في سُدّةِ الحكمِ ،ولأطولِ فترةٍ ممكنةٍ.
كما يلفِتُ الحزبُ إلى خطورةِ ما حصلَ وما سيحصلُ من تدميرِ شاملِ لدورِ الجيشِ والسّلطةِ والمؤسّساتِ كافة. وما سيترتّبُ على ذلك، من تبعاتٍ خطيرةٍ ،لن يقوى أحدٌ في لبنان َعلى تحمّلِ نتائجها الكارثيّة والمدمّرة، على البشر والحجر ومستقبلِ هذا البلد. إنَّ غالبيةُ الشّعبِ اللّبنانيِّ الصّامتةِ، ترفضُ التوجّه شرقاً ومعاداةَ غالبيّة الدّولِ المتحضّرةِ أكان في الخليج العربيّ ،وفي الشّرقِ العربيِّ أو في أوروبا وأميركا وغيرها من دول صديقة ،لطالما مدّت يدَ المساعدةِ للبنان.
راجعوا تاريخَ لبنانَ يا سيّد، إنّ تاريخَ الشّعوبِ يخطُّ مستقبلِ الأوطانِ . إنَّ سبعين في المئةِ من الشّعبِ لديها رأيٌّ مخالفٌ أو رافضٌ ، التّاريخُ علّمنا أن لا أحداً استطاعَ أو يستطيعُ أن يفرضَ هيمنتَه الكاملةَ ، وتوجههُ السّياسيَّ والإقتصاديِّ والثّقافيَّ على شركائهِ في الوطن.
جيوشٌ جّرّارةٌ وعاتية ٌ مرّت وهُزِمَت وآندحرَت ،فلتّركيبةِ اللّبنانيّةِ الدّاخليّةِ خصوصيّةٌ وحساباتٌ مختلفةٌ وعصيّةٌ على التّطويعِ والإنكسارِ والتّبعيّةِ ، وبالتّالي لا يخرجُ من المعادلةِ تلك، ومن المعركةِ أحدٌ منتصراً .
عاجزين .. نقفُ مذهولين ..غاضبين، لكنّّنا نلعنُكم بالسِّر والعلنِ ونطلبُ ، نحن كحزبٍ لبنانيٍّ مع الشّعبِ المسكينِ والمقهورِ والمذلولِ في جنّةِ دولتِكم، أن تلحقَ بكمُ لعنةُ التّاريخِ والوطن، وأن تقتصَّ منكم عدالةُ السّماءِ والقدر.
https://www.facebook.com/newlebanese.org/posts/331421728356807