في لبنان ، أشباه رجال من قادة وقضاة ، الذكرى السنوية الثانية لإنفجار مرفأ بيروت
أسابيع قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية لإنفجار المرفأ.
هذه الجريمة الفريدة من نوعها في العصر الحديث، لم تُتَّهم بها أي جهة أو شخصية بشكل مباشر.
جريمة تقع على مرأى من العالم دون أن يعرف مَن وراءها ومن تسبب بها، الجميع يلقي اللوم على الآخر، والجميع يتبرأ منها، وتبقى عيون أهالي الضحايا شاخصة إلى السماء تنتظر العدالة.
هذه الجريمة النكراء، هي ملخص للحالة اللبنانية، هذا الإنفجار ليس وليد تفلت أمني من هنا ، أو إهمال من هناك. ولا هو نتيجة لنفوذ هذا الحزب أو ذاك فقط، بل هو إنفجار يُعبّر عن الحالة الحقيقية لبلد إجتمع فيه كل مقومات الشر والإهمال والمحاصصة والطائفية والمحسوبيات والتفلت والسلاح، والخروج عن القانون، مكلَلِين بالعهر السياسي، الذي يمارسه شياطين هذا الوطن من سياسيين لا يأبهون سوى لمواقعهم ومراكزهم فقط، لذا كان السكوت من مصلحة الجميع، في بلد قَلَّ فيه الرجال، وقَلَّ فيه من يقف ليكشف الغطاء عن الفاسدين.
أشباه رجال من قادة وقضاة لا يجرؤون على توقيف سارق دراجة نارية يحمل بطاقة حزب أو وشم زعيم على زنده.
أشباه رجال من قادة وقضاة لا يجرؤون على توقيف مسؤول مؤتمن على مقدرات وودائع الشعب، يبحثون عنه في كل مكان ولا يجيدونة، مقتحمين كل البيوت المجاورة للبحث عنه، ما عدا بيته.
كم إنفجار وإنفجار سننتظر بعد؟ كم تعطيل وتعطيل سننتظر؟ كم مرّة سنعيد هؤلاء السماسرة إلى مراكزهم مجدداً، كم حرب وحرب أهلية ننتظر كي نستفيق.
كم. وكم .وكم. والقائمة تطول.
سننتظر ، وننتظر.
لا بدّ لليل أن ينجلي.
اللبنانيون الجدد
***********
فيديو
Lebanese revolution – ثورة 17 تشرين – اللبنانيون الجدد