شرق أوسط جديد بنكهة روسية، و أصنام لبنان غارقة في النوم
لا يوجد شيء ثابت في عالم السياسة، التحالفات والعداوات لا تستمر إلى الأبد، وكل شيء قابل للنقاش، إلّا عندنا في لبنان، الولاء ولاء مطلق ، والعداء عداء مطلق ، لا حل وسط، ولا يوجد في قاموس الساسة عندنا، ما يسمى بتطويع المواقف للمصلحة العامة.
مثلا: فمن المستحيل ، أن ترى جعجع يوما في طهران. كما من المستحيل أن ترى بري خارج عين التيني، وكأن هؤلاء القادا ولدوا أصنام لا يمكن زحزحة مواقفهم أو لويها.
وفي خضم التطورات والأحداث الأخيرا على مسرح السياسة العالمية، من تغيرات في موازين القوى و التحالفات، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وتهافت كافة الأقطاب القديمة والجديدة إلى منطقتنا، بدء بزيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن إلى جدة، وإنتهاء بزيارة الرئيس الروسي فلديمير بوتن إلى طهران.
وما تلى من نتائج لتلك الزيارتين، أبرزهما: ما سجّلته وأكدته الأحداث من تباعد سعودي أمريكي على غير العادة، بالإضافة لرسائل الود السعودية الإيرانية، المطالبة برفع التنسيق والحوار بينهما إلى المستوى السياسي.
نعم لا شيء ثابت في السياسة.
هذه التغيرات لا تعني شيء للقادة في لبنان. بينما يلف ويجول قادة الدول العربية ووزراء خارجيتهم من عاصمة إلى عاصمة، بالإضافة للرسائل السياسية الموجهة لكافة الأقطاب بما يخدم ويحمي مصالحهم، يغوص قادة لبنان في نوم عميق ، وكأننا لسنا جزء من هذا العالم.
على سبيل المثال.
رئيس جمهورية لبنان، لا يستطيع أن يقف على قدميه أكثر من ربعِ ساعة.
و رئيس وزراء لبنان ، تاجر ناجح يمتلك الملايين، وشركاته في كل أنحاء العالم، ما عدا لبنان، فاشل سياسيا، ينتظر الإشارة من جمهورية فرنسا أو المملكة العربية السعودية للتحرك.
أما رئيس مجلس النواب، وظيفته تثبيت الطائفية وتفعيلها أكثر وأكثر، يتحدث عدة لغات غير مفهومة،
أقصى زيارة قام بها كانت عام 2019 إلى جمهورية المختارة.
أخيرا نقول.
تحركوا أيها الأصنام. غيّرو من حال بلادنا. أعيدو لبنان إلى الخريطة العالمية. لا تنتظروا شفقة من أحد، ولا تنتظروا إشارة من هنا أو هناك. بالله عليكم. تحركوا أيّها الأصنام.
فيديو