ألإنتخابات الإلكترونيّة = E- Voting

 

ألإنتخابات الإلكترونيّة = E- Voting

ألنّظام والتّقنيّة الّلذان غيّرا وجه الحياة السّياسية والإنتخابات .
يشهد عالمنا اليوم ، تحوّلاً جذرياً في مختلف النّواحي الإجتماعيّة، والسّياسيّة، بفضل دخول تكنولوجيا المعلومات , الّتي قادت الإنسان إلى أرقى مستويات الحضارة الإنسانيّة – العلميّة ، حتّى سُمّي هذا العصر ، عصر ثورة المعلومات والإتّصالات ، أو الثّورة الرّقميّة .
تشكّل تقنيّة المعلومات والإتّصالات القوّة و الدّافع الرئيسيّ، لرسم ملامح القرن الحادي والعشرين ، وسينعكس تأثيرها على نموّ الإقتصاد العالميّ ، المجتمعات المدنيّة والحكومات و المجال السّياسيّ الّذي يعدّ الأكثر تأثيرا بها .
لعب دور الإنترنت , دوراً هامّاً في ذلك، ومع القفزة العملاقة في التقنيّات الحديثة والهواتف النّقالة، الّتي غزت العالم وأصبحت بوابة العبور إليه ، مؤمّناً بذلك ، سرعة التواصل ونقل الأخبار والأحداث، ما وضع العالم بين أيدينا .
وقد شهدنا جدلاً شديداً حول هذه التقنيّة، حيث برزت إلى العلن، مع إنتشار خدمة ال e-voting ، خاصة في الإنتخابات الرئاسيّة . ولعلّ الولايات المتّحدة الأميركية ، تُعدّ من أرقى نماذج المنافسة والإعتماد على هذه التقنيّة في العالم الحديث. بالإضافة إلى أنّ الولايات المتّحدة الأميريكيّة ، تعتمد على ال e-voting و على ال e-signing للمعاملات في مختلف الدّوائر الرسميّة والعقاريّة .
فالتّصويت جزء مهم من العمليّة الدّيمقراطيّة، وهو يتلخّص في إستخدام الوسائل الإلكترونيّة في الإقتراع وفرز الأصوات، وله مزايا عدّة أبرزها :
⁃ تسهيل عمليّة الإقتراع لغير القادرين على التّوجه إلى مراكز الإقتراع أو السّفر خارج البلاد .
⁃ إنخفاضُ التّكلفة المادّية .
⁃ توفير الوقت والجهد ومشقّة التنقل والسّفر .
⁃ سرعة جدولة وإظهار النّتائج.
*الحملة الإنتخابيّة الإلكترونيّة . E-Voting
* تعريفها :
يحتاج التّصويت الإلكتروني للإنترنت , و من أي مكان في العالم، ويُتيح للنّاخبين تغير خياراتهم حتّى آخر لحظة .وهذا ما سيسمح للمغتربين – النّاخبين من التّصويت من منازلهم ، أو من خارج البلاد، وذوي الإحتياجات الخاصّة أيضاً ، سيتمكّنون من المشاركة بكلّ سهولة وأمان .
ويحقّ لكلّ ناخب صوتاً واحداً .ويُحتسب آخر تصويت قام به المُشارك بالتاريخ (Date ).
يتطلّب e-voting إستخدام التّقنيّات الإلكترونيّة في عمليّة التّصويت ، ضمن بيئة خاضعة لإشراف ومراقبة الفرز الإلكترونيّ.
وتستعين الحكومات بشركة متخصصّة بمراقبة ومراجعة الشِيفرة والبرنامج والتأكّد من عدم حصول أيّ إختراق ، تلاعب أو غشّ. وفك الشِيفرة لا يتم إلا عبر جهاز خاص ، ومعقّد .
وفي حال إنقطاع الكهرباء عن المراكز الإنتخابيّة ، تتولّى أنظمة إحتياطيّة تنظيم العمليّة تلقائياً ، مع إمكانيّة اللّجوء إلى إعتماد التّصويت التقليديّ .
ولعلّ التجربة الإستونيّة والإماراتيّة في هذا المجال ، هي الرّائدة والأكثر تطوّراً ودقّة وأماناً وشفافيّة في العالم ،تأتي بعد الولايات المتّحدة الأميركيّة.
1-فكّ الشِيفرة :
يُعتبر التّصويت الإلكتروني عن بُعد، من خارج حدود الدّولة، أو من المنزل أو مواقع العمل ، الأصعب عالميّاً، نظراً أنّ التّصويت يتمّ بعيداً عن إشراف لجان الإنتخابات .
2-خصائص هذا النّظام :
منع تغير بيانات النّاخب، لأنّها مشفّرة بطريقة إلكترونيّة ، ولا يمكن فكّ الشِيفرة . ولعلّ بطاقة الهويّة الإنتخابيّة الإلكترونيّة، تعمل على البصمة المخزّنة في شريحة البطاقة، وتؤمّن عمليّة إنتخابيّة سهلة ، شفافة ونزيهة ، بعيداً أيّ إستغلال نفوذ أو تحيّز أو أيّ تأثير خارجيّ ، مع ضمان حقّه في السّريّة التّامة لعمليته الإنتخابيّة ، وذلك منعاً للإحراج .
3- مبادئ التّصويت:
-يحقّ للناخبين المسجّلين فقط ، ممارسة حقّهم في الإنتخاب .
-لا يمكن معرفة عدد الأصوات لكلّ مرشّح ، قبل عمليّة الفرز .
-يحق لكل ناخب صوتاً واحداً فقط .
4- أنواع التّصويت الإلكترونيّ :
– التّصويت المباشر ، من خلال البطاقة المثقوبة المشفّرة ، في مراكز الإقتراع .
– المسح الضّوئيّ .
– التصويت عن بعد، من المنزل ،أو خارج حدود الوطن أي المغتربين .
– التصويت من خلال الهواتف المحمولة .
* خطوات العمليّة الإنتخاب الإلكتروني :
1- التّصويت المباشر بالبطاقة المثقوبة .
يتوجه النّاخب لمنصّة التّصويت يقوم بإدخال بطاقته الإلكترونيّة، فتظهر شاشة المرشّحين، عندها يقوم بالإختيار ، إمّا بالضغط على صورة المرشّح أو بإدخال رقمه.
تتمّ طباعة اسم المرشح أو المرشحين الّذي تمّ إختياره أو إختيارهم ، ويتوجه النّاخب إلى صندوق الإقتراع ليتم إسقاط الورقة في الصّندوق .
2-التّصويت الغير مباشر ، عن بُعد.
في خطوة إعتبرت التّحوّل الأكثر أهميّة، الّذي يمكن القيام به في النّظام الديمقراطيّ، وهو بدء العمل في إستخدام الهاتف المحمول (mobile) في التّصويت .
تتمّ العمليّة من خلال إرسال قائمة موثّقة بأسماء المرشّحين إلى النّاخبين ، لاختيار مرشّحهم .
ويعاودوا بعد ذلك إرسال إسم المرشّح عبر البريد الإلكترونيّ .
ومن ثمّ تتمّ طباعة الرّسالة الإلكترونيّة ،والتّي تتضمّن التوقيع الإلكتروني ّ للنّاخب ، بهدف التّوثيق .
والبوّابة الإلكترونيّة، تسمح بوصولٍ آمنٍ وبلا ثغرات أو خطر ، إلى قوائم المرشّحين ، وليقوم لاحقاً النّاخبون المغتربون في الخارج بالتصويت الآمن والسّريع .
وقد بدأت دول عديدة ، إعتماد هذه التقنيّة ومنهم :
الولايات المتّحدة الأميركيّة، إستونيا والإمارات والتي تتمتع بأنجح وأدق تجربة في هذا المجال .
وقد إلتحقت بركابها، كلّ من فرنسا ، بريطانيا، إلمانيا ، كندا ، النروج ،إسبانيا ،إستراليا ،بلجيكا، إيرلندا، البرازيل،الهند وهولندا . ولعلّ تجربة سويسرا ، الكويت والبحرين كانت محبطة وفاشلة.
* مساوئ وسلبيّات الإنتخاب الإلكتروني :
وككلّ تقنيّة حديثة وجديدة ، تحتاج مرور الوقت والتجارب على الأرض . وليس خافيّاً على أحد انّ هذه التّقنيّة تحمل بعض السلبيات والمخاوف , ومنها:
1- خطر الإختراق والغش والتّلاعب بالنتائج النّهائيّة.
2- لم تفلح دول عدة، ورغم صرف الملاين، في تحديث أجهزة التّصويت ، في حماية ال web-site من القرصنة والإختراق ، وبالنتيجة عدم إقتناع الناخب وشعوره بالأمان والثقة بالنتائج .
3-قدرة مستخدمي الإنترنت على نشر المعلومات الكاذبة وتغيّر صفحات كاملة على الإنترنت ، دون موافقة أصحابها .
ورغم تلك الشّوائب ، تؤمّن هذه التّقنيّة -الخدمة مصدراً كبيراً للأموال الطّائلة ، للحملة الإنتخابيّة للمرشّحين ، عبر صفحات ال web- site والّذي يعمل على سرعة تعرّف الناخبين على المرشّحين .
وسهولة الإنتخاب والتّصويت و القيام بالإحصاءات .
ويبقى الإنتظار والتّرقب والإختبار ، سيّد الموقف والكفيل بحسم الجدل والإقدام على إعتماد تقنيّة التّصويت الإلكترونيّ أو العزوف عنه .
على أمل أن تكون هذه التّقنيّة ال e- voting ، قد أحدثت نقلة نوعيَة للبشريّة في صراعها وسعيها المستميت للتطور وتسهيل حياة الفرد وإدخال التكنولوجيا إلى عالمنا ، وفي أدقّ تفاصيله .
ولعلّنا في لبنان نتطلّع لخوض تلك التَجربة الرائعة والثّوريّة في حياتنا السّياسيّة المتعثّرة ، والشائكة، فنعيد وصل الوطن بمغتربيه المنتشرين في أنحاء العالم ، آملين بإحداث تغيّر هام وجذري وفعّال في الحياة السّياسيّة المُحبِطة والفاسدة منذ عقد من الزّمن .
لذلك قررّ حزب اللّبنانيّون الجدد ، البدء بأوسع حملة دعائيّة بين جيل الشباب والمغتربين ، للشرح والإضاءة على أهميَة وضرورة الضّغط و إقناع دولتنا و حكومتنا بضرورة إقرار قانون الإنتخاب الإلكترونيّ ، e-voting وبذلك نستطيع تغير الطّبقة السّياسيّة الحاكمة والفاسدة ، والإتيان بالطّاقات الشّابّة والمثقّفة والنّزيهة للتّغير وللنّهوض بالوطن .
.

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …