غاية وأهداف حزب “اللبنانيون الجدد”

 

غاية وأهداف حزب “اللبنانيون الجدد”

لمّا كانَ اللبنانيون ضاربونَ قِدَماً في الحياة منذ آلاف السنين،  ولهم في التاريخ ألف ذراعٍ من التأسيس الهادف والبناء الحاذق والعطاء الدافق منذ غابر الأزمنة أيّام الفينقيين وحتى يومنا هذا،  امتداداً حضاريّاً تطوريّاً عمرانيّاً منذ أن رست سفن رحّالتهم الأوائل شواطئ فينيقيا إلى كافة أصقاع المعمور بحثاً وتنقيباً واستطلاعاً واستكشافاً مسطرين أسمى الإنجازات العظيمة التي تركت أثراً جليلاً في تاريخ البشريّة جمعاء،  وفي شتّى ميادينها الحياتية، أبجديّةً وعلوماً ونبوغاً وإبداعاً ، فغدا لبنانُ منارةً وملتقىً للحضارات،  وصلة وصلٍ بين الشرق والغرب،  وغدا اللبنانيون رُسُلَ حضارةٍ وروّاد بناءٍ وسُعاة علمٍ ودُعاة سلمٍ وما كوكبةُ الفوارس من ألأدباءِ والعظماءِ والحكماءِ والعباقرةِ التي زخر بهم لبنان مقيماً ومغترباً سوى أدلّةٌ باينة على تميّز وتألّق العقل اللبناني الخلاّق،  الفاعلُ فعلهُ في الوجود تبصّراً وإدراكاً وعزاً وارتقاءً لحياةٍ أعز وأجمل وأنبل.

هذا لبنانُ الصغير جغرافيّاً والكبير حضاريّاً ، حَفِلَ تاريخه منذ التأسيس بمحطّاتٍ مضيئةٍ عمّدها شعبه روائعَ ناصعة دخلت التاريخ من بابه إلى محرابه وصروحاً ثقافية شاهقة لامست جبين الشمس، فتسامى بها في علياء المجد فخاراً وسؤدداً وإباء.

لبنان هذا إذن، بموقعه الطبيعي على حوض البحر المتوسط، وتنوع مُناخه، وغنى أرضه فصولاً وفنوناً وإنتاجاً ، وتفرّد تركيبته الديموغرافية والبنيويّة من طوائفٍ ومذاهبٍ وأديانٍ وجماعات أهّلته ليكون وطناً للتعايش وأرضاً للتلاقي والتوادد والتحابب والتقارب أكسبته برمّتها فرادةً منقطعة النظير استطاعت أن تميزه عن كافة دول العالم قاطبةً.

هذا السحرُ اللبنانيُ الآخّاذ تعرّض مراراً وتكراراً وعلى مدى الأحقاب والعصور لهزّاتٍ واعتداءاتٍ وغزواتٍ وهجماتٍ من قِبَل غزاةٍ وطغاةٍ حاولوا سلب سحره أو وأده باستلاب هويته الوطنية وتقويض بنيانه بالحروب حيناً وإشعال فتيل الفتنة الداخلية في آحايين أُخرى باستيلاد التذابح المذهبي والتهالك الطائفي والإنشطار المجتمعي والتفكك العرقي والتقاتل بين أبناء الشعب اللبناني الواحد بما يتناسب ويتماشى ومصلحة الطامعين وهلمَّ جرّاً إلى نهاية المطاف الدموي – التقسيمي من مسلسلٍ تدميريٍ طويل.

هذا المصاب الأليم الذي زنّر سوار الوطن وحطّ أثقاله على أبنائه،  يعود إلى أسبابٍ يتصدر طلائعها الغياب التام للإنتماء الوطني. فالإنتماءات لم تكن يوماً للوطن. اللبناني عاشقٌ لطائفته أو عشيرته أو منطقته باستثناء شريحةٍ معينةٍ تحمل لواء المدنية. اللبناني عابرٌ للحدود في انتمائه، يستميت لأجل دولةٍ. اللبناني واللبنانيين يفضلون ألف مرةٍ “زعماء” طوائفهم على تراب الوطن، حتى ولو كانو رعاة حرب ودعاة ضغينةٍ وسعاة حقد وتدمير بانتظارهم دائماً أمام سفارات الأجنبي متسكعين له متوسلين عونه وإملاءاته والأدلة على ذلك كافيةٌ وافيةٌ لفضح عمالتهم وتآمرهم، يكفي أن نعود فقط لثلاثة عقودٍ ونرى جرائم هؤلاء وبطشهم وفسادهم وإفسادهم وإهمالهم وتواطؤهم ونهبهم لمقدرات الوطن وثرواته والإستيلاء على السلطة وإهدارهم المال العام وسرقته وإغراق البلاد بمديونية كارثية لإفقار الناس وإخضاعهم لهم أو تهجيرهم ما وراء البحار. طبقةٌ سياسيةٌ احتلت الوطن وعاثت بخيراته وثرواته نهباً وفساداً وخراباً وتقاسماً ومحاصصةً وعملوا على وأده وساروا في جنازته يذرفون دموع التماسيح.

من هنا وعلى ضوء هذه المشهدية الحالكة، قررنا نحن الجيل الجديد في حزب ” اللبنانيون الجدد” أن نقدّم لأبناء شعبنا في الوطن الحبيب سفينة خلاصٍ لهم ترسو بهم بمجاذيف وطنيةٍ إلى برّ الأمان الوطني، إلى الملاذ الآمن، إلى الدولة المدنية ،دولة المُواطَنة في الحقوق والواجبات وأمام القانون على حد سواء، في التساوي عدلاً وقضاءً ومساءلةً ومحاسبةً وحياةً سويّةً حيث القانون يعلو ولا يُعلى عليه، وحيث السيادة مصانةٌ بأشفار عيوننا.

سفينة خلاصنا هذه، هي وحدة الشعب اللبناني وتوحّده في باقةٍ إجتماعيّة حيّة موحّدة المسار والمصير والقصد نريدها تجسيداً قائماً في حزب “اللبنانيون الجدد”. حزب كل لبنانيةٍ ولبنانيٍ يبغيان الخروج من مستنقع أحزابٍ سياسيُةٍ أثبتت فشلها الذريع على مدى عقودٍ ثلاثة في حماية لبنان ومن تطويره ليكون في مصاف الدول المتطورة فسقطت سقوطاً مدوياً غير مأسوفٍ عليها. وما حزب ” اللبنانيون الجدد” الذي سنعمل على تبيان جذوره وهويته ومنهجيته وتوجهه إلا تعبيراً صادقاً ولساناً ناطقاً باسم كل لبنانية ولبناني على حدٍ سواء، لننهض معاً ونبني معاً ونمضي معاً في عملية بناء وإعادة لبنان إلى حيث يجب أن يكون، لبنان الرسالة، لبنان الحضارة، لبنان القرار، لبنان الفاعل لا المفعول به.

* أولاً : تسمية حزب ” اللبنانيون الجدد” .

تمّ استقاء تسمية حزب ” اللبنانيون الجدد” من معجن هذا الشعب الأبي الذي تآخى مع التاريخ وقدّم للبشريّة خير حضارةٍ يُحتذى بها ومن جذوره التاريخية الممتدة آلافاً من السنين في جلجلة صراعٍ وعطاءٍ وتضحياتٍ جليلةٍ لشعبٍ خلاٰقٍ ومبدع. فاللبنانيون صانعوا تاريخٍ وصانعُ التاريخ يستأهل حزباً ريادياً طليعياً يجسّد آماله وتطلعاته في عالم الوجود، من هنا كانت الولادة لهذا الحزب الذي يحمل إسمهم. أمّا “الجدد” فهي ترمز إلى الجيل الجديد الذي لم تلوثه بعد براثن الطائفية، وضغائن الساسة ووحول المذهبية. جيلّ جديد لحزبٍ جديد يعّول عليه في انتشال لبنان واللبنانيين من كافة المهالك المميتة إلى ما نرنو إليه لبنان الوطن لا لبنان المَزَارع والقواويش الطائفية المقيتة.

* ثانياً : راية حزب ” اللبنانيون الجدد” .

إنّ رايةَ حزب ” اللبنانيون الجدد ” تعتمد في تكوينها وتشكُّلها على ثلاثة ألوانٍ رئيسية ألا وهي الأحمر،  الأبيض والأخضر يتوسطها طائر السلام الحمامة البيضاء التي تلفّ بجناحيها أرزة لبنان الخضراء، وهذه الراية مُقتبسةٌ تماماً من العلم اللبناني بحيث هي مستطيلة الشكل يساوي طولها عرض ضعفها .

فاللون الأحمر بخطّيهِ الفوقي والسفلي للدلالة الجليلة على دماء الشهداء الأبرار الذين امتزجت دماءهم مع تراب الوطن ذوداً عنه في قوافل عزٍ تُثرى جيلاً بعد جيل منذ إعلان دولة لبنان وحتى يومنا هذا.

أمّا اللون الأبيض فهو يرمز إلى النقاء والصفاء تماماً كالثلوج التي تغطي قمم جبال لبنان على مدار العام، مع توسط اللون الأبيض أرزة لبنان الخضراء المقدسة التي تعود في نشأتها إلى ثلاثة آلاف عامٍ وهي رمزٌ للقداسة والصمود والخلود والعزة والبقاء  والديمومة والشموخ تماماً كتلك الحمامة البيضاء التي تلفُّ بجناحَيْها الأرزةَ حاضنةً إيّاها حاميةً تاريخها ورمزيتها وما فتْحُ فاهِها سوى دلالةٌ جليّةٌ على استنهاض الهمم وتحفيز عزائم أهل الوطن واستصراخ ضمائرهم للفزعة والنهوض والدفاع عن الوطن وبأن يستعذبون الموت من أجل حياته، ليحي بهم الوطن سيداً حراً مستقلاً مصاناً كريماً.

* ثالثاً : شعار حزب ” اللبنانيون الجدد”

إنّ شعار حزب ” اللبنانيون الجدد” : ( لا دماء في سجلنا التاريخي،  ولا أعداء لنا في الوطن) ينقسم إلى قسمَيْن أساسيَين لا بد لنا من الإبحار في غمارهما شرحاً وإسهاباً وتوضيحاً ، إبعاداً للشك وإقصاءً للغموض وإتياناً للحق والحقيقة بشكلٍ جليٍّ وواضح.

فمن البديهي جداً أنّ حزباً جديداً هو حديث الولادة أن لا يكون في سجله قطرة دمٍ ، فنحن ” اللبنانيون الجدد” لم نشترك يوماً في حربٍ ، ولم نذبح على الهوية ، ولم نشرّد ونهجّر أبناء شعبنا الذين هم نحن في الواقع، ولم نرفع المتاريس بين المناطق، ولم نحفر الخنادق في واحات الوطن، ولم نقم يوماً بهدم مسجدٍ أو تدمير كنيسةٍ، ولم نُغرق البلاد والعباد في مديونيةٍ كارثية، ولم نسرق المال العام، ولم نفتح حساباتٍ ماليةٍ في مصارف الدول من عَرَقِ وجيوب الناس، بل جُلَّ ما فعلناه أننا أسّسنا حزباً نعتبره ثورةً على الفاسدين والمحتلين والقاتلين لنغيّر به نظاماً طائفياً عفناً منتهي الصلاحية والوظيفة بنظامٍ جديد يعتمد أساليب الحداثة والتطور والرقي ليحاكي وطناً عظيماً وشعباً طيب الأعراق. وهنا تبرز قيمة وعظمة الشق الأول من شعارنا الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالشق الثاني ويكمّله. فبما أنّه لا دماء في سجلنا فهذا يعني أنّ لا أعداءَ لنا إطلاقاً على كل ساحٍ من ساحات الوطن. فنحن قد رفعنا راية السلام لنحيا تحت ظلالها أبناء وطنٍ واحد يمدّون يدَ التلاقي إلى بعضهم البعض ويتشاركون الحياة بكافة ميادينها في حالة انصهارٍ وطني عزّ نظيره،  ونجتمع في السرّاء والضرّاء لمواجهة التحديات وشتّى القضايا بعيداً عن التثعلب السياسي والحقد المذهبي والتعصب الطائفي ونمضي قُدُماً يداً بيدٍ أخوةً لبنانيين متحابين متحدين متآزرين متضامنين متعاضدين في جامعةٍ وطنيةٍ نسمو بها وبهويتنا اللبنانية إلى العلياء حيث المقام الجليل الذي يليق بوطننا لبنان. لبنان الرسالة.

إنّ حزب ” اللبنانيون الجدد” الذي قدّمناه في عجالةٍ من السطور ما هو إلا سفر الخروج من واقع حالٍ سيئٍ مرفوض إلى حالة حياةٍ مرجوة نتطلعُ إليها جميعاً وهي لا تكون إلا باعتناق مبادئ حزبنا وغايته التي سنأتي على ذكرها بعد قليل وإلاّ فالضياع مصيرنا والتيه طريقنا وهذا ما لا نتمناه.

************

* رابعاً : مبادئ حزب ” اللبنانيون الجدد”

—  المبدأ الأول :

الإنتماء الكلي للبنان وإعلانه في النفوس قبل النصوص وطناً نهائياً لجميع أبنائه بمساحته الجغرافيّة البالغة 10452 كلم2 ودون التفريط بحبة ترابٍ من ترابه وذلك تأكيداً على ما ورد في الدستور اللبناني.

المبدأ الثاني :

العصبيّة الوطنيّة وحدها السبيل في إحلال الوئام والولاء الوطنيين ووحدها الكفيلة بوأد كل العصبيات الأُخرى التي لم تقدّم شيئاً في عملية الإنهاض والتوحد والبناء. في العصبيّة الوطنيّة إنتصارٌ وفي غيرها مهلكةٌ وانكسار.

— المبدأ الثالث :

السيادة اللبنانية أمرٌ جلل، أرضاً وبحراً وجوٍاً. فلبنان وحده لا سواه صانع القرار وباعثه وواجده والمانع لأيّة تدخلاتٍ في شؤونه الداخلية وقضاياه الوطنية والسيادية وعلاقاته الإقليمية والدولية القائمة على قاعدة الإحترام التام والكامل والمتبادل وفقاً لما نصّت عليه المعاهدات والمواثيق الدولية.

المبدأ الرابع :

الشعب اللبناني وحده مصدر السلطات مقرراً وناهياً وبما يتماشى مع المصلحة الوطنية العليا.

المبدأ الخامس :

تحرير ما تبقّى من أراضٍ لبنانية محتلّة وإعادتها إلى حضن الوطن الأم بكافة الوسائل التي يراها الشعب اللبناني مناسِبةً.

المبدأ السادس :

الفصل التام والكامل بين السلطات الثلاث (التنفيذية ، التشريعية والقضائية ) وإعطاء الأخيرة إمتيازاتٍ خاصة واستقلاليةٍ تامة تعمل بموجب القانون اللبناني وعلى أساسه ومنعاً للتدخل في شؤونها للوصول حتماً إلى دولةٍ مدنيّةٍ يتساوى فيها المواطن مع أخيه المواطن في الحقوق والواجبات والحياة الكريمة.

سابعاً :

إحقاق حقوق المواطن اللبناني كاملةً على أساس العدل والكفاءة والجدارة والمساواة وليس على أساس الملّة والطائفة والمذهب، وإلزامه القيام بواجباته أمام القانون والدولة.

ثامناً :

وحدها القوى الأمنية الشرعية صاحبة القول الفصل في تطبيق القوانين وفرض الأمن والأمان وحماية الوطن والمواطن بسويّةٍ عادلة.

تاسعاً :

العمل الحثيث والجاد على توليد قانونٍ إنتخابيٍ جديد يعلن لبنان دائرة إنتخابية واحدة يتمخض عنها مجلساً نيابياً جديراً بالبناء اللبناني وأهلاً للثقة لوطنٍ يستحق وشعبٍ قدّم الكثير وما زال ينبض عطاءً وفداءً.

************

* خامساً : غاية وأهداف حزب ” اللبنانيون الجدد”

إنّ غايةَ وأهداف حزب “اللبنانيون الجدد” تتجسّد في تفعيل وتنفيذ تلك المبادئ السامية الآنفة الذكر بم تختزن من قيمٍ نبيلةٍ تساهمُ جمعاء في رفعةِ ورقيّ وازدهار لبنان وشعبه.

علاوةً على ذلك، من الممكن أنّ هذه المبادئ تُعتبر بالنسبة لكثيرين أضغاث أحلام ولا جدوى فيها ولا أمل يُرجى منها على قاعدة “هيذا لبنان ما بيتغيّر” لكننا وبإيمانٍ عميق وأملٍ لا محدود وقناعةٍ راسخةٍ نراها سيفاً قاطعاً نستلّه في معركتنا لنقطع به دابر الفساد ولعنة الطائفية وانحطاط الطبقة السياسية وتخلّفها ،ونمضي بلبنان إلى المكان الذي يجب أن يكون فيه، لبنان الفينيق الذي أرسى ألف باء الحياة فاستنار نوراً  وأنار َ تنويراً.

داني عبد الخالق

مؤسس وأمين عام حزب اللبنانيون الجدد

شاهد أيضاً

اللبنانيون الجدد لرئيس البرلمان الايراني ، أنت غير مرحّب بك في لبنان

اللبنانيون الجدد لرئيس البرلمان الايراني ، أنت غير مرحّب بك في لبنان الى السيد محمد …