المغتربون هم أڤاتار لبنان !
نعمت كريدلي – اللبنانيون الجدد
هل سألتم لاوعيكم يوما كيف استطاع لبنان أن يصمد كل تلك العقود في وجه حروب مفتعلة وصراعات مشتعلة وحكومات محتلة؟! هل سألتم يوما ذلك الصوت المنبثق من أودية اللاوعي على من اتكأ لبنان عندما ألبس نهب المال العام معطف القوننة المندسة، وقبعة الطائفية المقدسة، ونظارات الجهل والتبعية المفترسة.
إنهم المغتربون الذين كانوا ولا زالوا طائر الفينيق الذي جدد خلايا لبنان السقيمة وأنعش عملية الأيض لينبض قلب لبنان في كل مرة يلف حكامه حبل المشنقة الطائفي حول أعناق أرزه الخالد.
المغتربون هم تجسيد أنيق لمعارك جلجامش وأنكيدو. تلك المعارك التي صنفت في تاريخ أدب الأساطير من أشرس الصراعات وأرقاها. بين العودة إلى جذور مهترئة والاستيطان على غصون فولاذية من دون جذور ، عانى المغتربون من مرارة الاختيار والتأرجح في البحث عن الهوية. لقد كان جلجامش وأنكيدو أشد الأعداء وبعد معارك طاحنة دامت لمئات السنين حسب الأسطورة تحولوا إلى أعز الأصدقاء! لقد أيقموا أن الجبابرة لا تستطيع أن تهزم بعضها فلا الجذور تستطيع إثبات وجودها بلا أغصان ولا الأغصان تخضر وتستمر بلا جذور. المغتربون اللبنانيون أيقنوا فحوى تلك المعركة الفلسفية وظلوا يضخون ثمار عرقهم المقدس في شرايين لبنان المنهوبة. لقد أنقذوا لبنان في كل مرة يحتاج إلى العناية الفائقة واليوم لبنان بالكاد يستطيع التنفس وفي أمس الحاجة إلى أولياء أمره، نعم أنتم أيها المغتربون أولياء أمر وطنكم فحكام لبنان المتمثلون بزعماء الحرب الأهلية تجسدوا في دور مصاصي الدماء فأنهكوا جسد وطننا وأثقلوا روحه بسلاسل الطائفية.
أنتم أيها المغتربون يقظة القلب من سكرات الموت ونحن ننحني لكم احتراما وهيبة.فلا حاكم مصرف لبنان أنقذ البلاد ولا الأحزاب الطائفية حمت استقراره ولا مساعدات الدول الخارجية أمنت بقاؤه لأنها نهبت بسلام؛ من افترش أرضنا بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كل تلك السنوات هم أجنحة الوطن في الغربة. تحية تقدير واحترام مني إلى أختي سمر في الغربة وإلى كل مغترب على هذه الأرض. أنتم تضخون الحياة في الوطن ونحن المستقلون نحارب لإبقاء الحياة على قيد وطن!
***********
رابط المقال على صفحة ال facebook
https://www.facebook.com/105606924201934/photos/a.107770367318923/193013185461307/