ألأرضُ لكم.. قدّسُوا الحّريةَ حتَّى لا يحكمُكم طُغاةُ الأرضِ

 

ألأرضُ لكم.. قدّسُوا الحّريةَ حتَّى لا يحكمُكم طُغاةُ الأرضِ .
ألقَضاءُ مُفتاحُ النّصرِ، حرّروا القُضاةَ الشّرفاءَ..و أعلِنوا النّصرَ .
غادة المرّ . 🦋
اللّبنانيّونَ الجدد ُ
أسمعُ صوتَ أنينِ الصّفحاتِ، كلّما إندسَّ فوقَها قلمٌ، تاركاً حرفاً، وعندما تكتملُ الكلمةُ ، تبدأُ النّحيبَ على صفيحِ الواقعِ المرِّ . تندفعُ موجةٌ نحو العُمقِ ثمَّ تتراجعُ ولا تترُكُ خلفَها إلّا الزبَدَ .
يا ثوّار َ وطني ..
كونوا كالوشَمِ ، دائمَ التّرحالِ في خُطوطِ العبثِ، وأرسموا ديار َ الوطنِ، فكلُّ الطُرقِ تؤدّي إلى النّصرِ .
عودوا إلى السّاحاتِ.. أسقِطوا والعَنوا الأرضَ وأسمِعوُهم صرخَةَ غضب ٍ تُزلزلُ قصورَهم وتجرفُ فسادَهم وقمعَهم . لا تخافوا كونوا الزّبَدَ والرّعدَ  والجّرفَ المميتَ.
في الحربِ العالميّةِ الثانيةِ، حين شارفتْ لندنُ على السّقوطِ، تحتَ ضرباتِ القصفِ الإلمانيِّ.
دخلَ مستشارو تشرشل وقالوا له: لقد خسِرنا لندنَ وسقطتْ بالتالي بريطانيا.
 سألَ تشرشل: هل ِ القضاءُ في لندنَ ما زالَ صامِداً ويعملُ بضميرٍ ؟ أجابوه نعم .
فردَّ : إذن إطمئنّوا ، لا خوفَ على بريطانيا.. فهي بألفِ خيرٍ .
ألقَضاءُ سُلْطةٌ مُطلقةٌ ،مرعِبةُ الصّلاحيّاتِ، مُتوحِشَةٌ وحارقةٌ ، تجرِفُ ولا تُهزَمُ  .
ألقَضاءُ .. يدُ اللهَ على الأرضِ. بتلكَ اليدِ ، يُمسِكُ سيفَ الحقِّ والعدلِ . ميزانُها العدالةُ ونَصرةُ الحقيقةِ.
حين يُقسِمُ القاضيُ قَسَمَ الولاءِ وحين يُصدرُ أحكامَه، يبدأُ : بإسمِ الشّعبِ اللّبنانيِّ .
ألقضاءُ.. ماردٌ وجارفٌ. خافه السّياسيّون، فعمدُوا لتكبيلِه وسجنِه، وقيّدوا حركَةَ القُضاةِ بآليّاتٍ وتعيناتٍ ، يمسكون زمامَ قراراتِها: التعييناتُ والتشكيلاتُ القضائيّةُ .
لا شكَّ ، هناكَ عتبٌ و ملامةٌ على تصرّفاتِ بعضِ القُضاةِ المرتهنينَ والفاسدينَ . ولا شكَّ أنَّ غالبيّةَ القُضاةِ .. صامتونَ، يتألّمون وغيرُ راضين عمّا يحدثُ من تجاوزاتٍ وأخطاءٍ وقراراتٍ غيرُ  شفافةٍ ومحقّةٍ .
هناكَ قُضاةٌ كُثُرٌ . يعانون و تُمارسُ عليهم شتَّى أنواعِ الضغوطاتِ من ترهيب ٍو ترغيب ٍ .
هؤلاءُ ، يؤيّدونَكم ويدعمونَكم وسينتصرون َ لكم .
هم ، سيفُكم في معركةِ القضاءِ على الفسادِ وإسترجاعِ الأموالِ المنهوبةِ، ومحاكمةِ أولئكَ المستبدّينَ والمصادرينَ لأموالِكم وثرواتِ الوطن ِ ومقدّراتِه .
يا ثوّارَ وطني ..حررّوا القُضاةَ الشُّرفاءَ .حررّوا القَضاءَ من يدي طُغاةِ الحُكمِ وسياسيِّ السّلطةِ، وإنزعوا سيفَ التّعيناتِ والتشكيلاتِ القضائيّةِ عن رِقابِهم .وأبعدوا سطوةَ أهلِ النّفوذِ والمرجعيّاتِ السياسيّةِ والدّينيّةِ .أطلقوا أيديهم وإحموهم ، وخذوا ما يُدهِشَكم ويقودَكم نحو النّصرِ الحتميِّ .
وجعُكم .. وجعُهم . وحلمُكم .. حلمُهم .
السُّلطةُ القضائيّةُ.. هذا الرّعدُ الهادرُ، والقلاعُ المنهارةُ ، تُغيّرُ شكلَ السّماءِ.
هيّا أزيحوا عن وجوهِكم غُبارَ الخمولِ واخرجوا إلى السّاحاتِ والشّوارعِ.. إلى الشّمسِ والحرّيّةِ، لبّوا نداءَ الوطنِ المصلوبِ على خشبةِ الخطيئة ِاللّعينةِ .
ركّزوا جهودَكم وضرباتِكم لتُحررّوا السّلطةَ القضائيّةَ من قبضةِ زعماءِ السّلطةِ والأحزابِ ورجالِ الدّينِ .
كونوا حماتَها، لتكون حِصانَكم نحو الحُرّيّةِ والحقِّ والعدالَةِ .
فيعمدَ القُضاةُ الشّرفاءُ لإحداثِ الفرقِ وإقالةِ ومُحاسبَةِ الطّبقةِ الحاكِمةِ .فيعزلوا الفاسدين والفاشلين المسيطرينَ على مُقدّراتِ البلادِ وقراراتِها وثرواتِها وسياساتِها.
وأنتم أيّها القُضاةُ الأشرافُ، تحرّكوا وإنزعوا ثوبَ الخوفِ عنكم. الشّعب ُ يحميكم. قودوا الثّورةَ نحو الهدفِ. فأنتم أقوياءُ، وقد أقسمتم يمينَ الولاءِ للوطنِ.
حاسبوا وأفتحوا الملفاتِ وأبوابَ السّجونِ. حاكموا الفاسدينَ ، إرفعوا عنهم الحصاناتِ وإرفعوا السّريّةَ المصرفيّةَ عن حساباتِهم ، وإستردّوا الأموالَ المنهوبةَ من بطونهم.
إحموا الثورةَ والثّوارَ  بعباءَةِ أحكامِكم ووطنيّتِكم  وعدلِكم وأنصروا المظلومين .
يا ثوارَ وطني .. لا تخافوا..حين نزِلتم بالالاف ِوملأتم ِالسّاحاتِ. خافوا منكم وارتعبوا. وهززتم عروشَهم ،فضحتم صفقاتِهم ونشرتُم مصادرَ ثرواتِهم وحساباتِهم المصرفيّةِ. وسكنتُم غرفَ نومِهم و هدأةَ أحلامِهم.
إنَّ من يقومَ بثورةٍ ويقفَ في منتصفِ الطّريقِ، يوقّعُ وثيقةَ إعدامِه بيدِه.
لا تتوقّفوا عن مُحاولةِ الإشراقِ في سماءِ هذا الوطنِ، إجعلوا من ذاكَ الضّياءِ وهجاً لا ينطفِيءُ .
سأرسُمَكِ يا ثورتي البيضاءَ وشماً في الذّاكرةِ .. لا يزولُ .
يصرخُ في داخلي ألمٌ يسيرُ في مواكبَ حزنٍ رتيب ٍ متجمّدٍ . أخافُ اللّيلَ خالياً منكِ يا ثورتي ، حدّثيني ..
تقولُ لي الرّيحُ : لا تخفْ ، فهذا الموجُ عابرٌ ، مهما علا لن يُفرّقَنا.
أنائمةٌ أنتِ يا ثورتي ؟  أفيقي .
من لي غيركِ في هذا اللّيلِ؟ كيفَ لكِ أن تنامي ، وأنا أُحارِبُ من أجلِ عينيكِ ؟
للحياةِ أقولُ :
هل ستمنحيني وقتاً لأنامَ فيه فقط ، كي أصحوَ وأراكِ حقيقةً لطالما حلمتُ بها ؟
يا ثوارَ وطني وثورةَ 17 تشرين َ .
ألقضاءُ ، سُلطَةٌ مُطلَقَةٌ.. كونوا جنودَها وحُماتَها ولتكن هي سيفَكم في نصرةِ الثّورةِ ، الحقِّ ، العدالةِ ، التغيرِ والإصلاحِ وفي بناء الدّولةِ القويّةِ الحديثةِ .

ولتكنِ الثورةُ وسُلطةُ القضاءِ  .. رياحٌ عاتيةٌ تجرفُ الطّبقةَ السياسيّةَ الحاكمةَ والفاسدةَ .

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …