صوّبوا سهامَكم نحو الرّأسِ ، ففي القلبِ وطنٌ يأبى السّقوطَ / غادة المر

 

صوّبوا سهامَكم نحو الرّأسِ ، ففي القلبِ وطنٌ يأبى السّقوطَ .

غادة المر ّ🦋🇱🇧
اللبنانيون الجدد

ليتنا نستطيعُ أن نبني وطناً ومُدناً تشبه قلوبَ الأطفالِ، نُخبّيءُ فيها كلَّ الّذين نُحبّهم، كلَّ الّذين أرهقهم الحنينُ والغيابُ .
ليتنا نستطيعُ أن نجمعَ فرحاً وأملاً، بهذا الوطن ِالجريحِ ، بحجمِ الكونِ كلّه، ونهديه لكلَّ الّذينَ خطفَ الوجعُ بريقَ عيونهم .
قصصٌ حزينةٌ . تكدّسَ معها الغضبُ والألمُ في الطّرقاتِ، والأنينُ يخرقُ الجدرانَ ولا يسكتُ . يبدأُ الوجعُ ولا ينتهي إلّا حين نغفو .
إن رأيتني نائماً ، أيقظني وحدّثني عن الحريّةِ الهاربةِ في وطني ، كما الطيّورُ تهاجرُ وتختبيءُ من الصّيادِ لتموتَ بالرصاصِ أو غُربةً وبرداً في صقيعِ بلادِ الإغترابِ .
أخبروني إن كتبتُ وإن بكيتُ .. سأنسى.. يا حكومةَ وطني ؟
أطلَّ علينا دولةَ الرئيسِ ليخبرنا أنّه يحفرُ الصّخرَ من أجلنا .فعذراً منكَ دولةَ الرئيسِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ..
ووطني يغرقُ في العتمةِ والفقرِ والجّوعِ والذّلِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
وأطفالُ وطني يموتون على أبوابِ المستشفياتِ ويتسوّلون على ألطّرقاتِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
والشبابُ في وطني يصطفّون على أبوابِ السّفاراتِ ويهاجرون كأسرابِ السّنونو ِ في الخريفِ .
وينتحرون من فرطِ الفقرِ واليأسِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
والشيوخُ والنّاسُ تأكلُ من حاوياتِ النّفاياتِ المكدّسةِ في الطّرقاتِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
والقمعُ والظّلمُ وكمُّ الأفواه وإسكاتُ وترهيبُ الإعلامِ والناشطين على مواقعِ التواصُلِ الإجتماعيِّ ، وملاحقةُ وإستدعاءُ الثّوارِ والمحتجين ، يتخطّى كلَّ التّوقّعاتِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
ووضعُ كلِّ الخدماتِ وتكدّسُ النفاياتِ ممزوجةً مع روائحَ الصّفقاتِ والتّعيناتِ والمحاصصاتِ ، والسّرقاتِ تتصدّرُ كلَ الشّاشاتِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ..
ووطني يغرقُ في آتونِ الغلاءِ وإرتفاعِ سعرِ الدولارِ وتبخّرِ ودائعِ النّاسِ في المصارفِ .
-أنتَ تحفرُ الصّخرَ ..
ووطني يدخلُ في غيبوبة الإفلاسِ والبطالةِ والغلاء الفاحشِ وشبحِ إفلاسِ الشركاتِ والمصانعِ والجامعاتِ والمحلّاتِ والصّيدلياتِ والمطاعمِ والفنادقِ ويعلن موتَ قطاعِ السّياحةِ .
عذراً دولةَ الرئيس ِ
كان يكفي أن تنصتوا لصوتِ ومطالبَ النّاسِ وتُلبّوا مطالبَ الدّولِ بالتغير والإصلاحِ ، وتعملوا على سدِّ مزاريبَ الهدرِ والسرقاتِ وتُقرّوا القوانين الكفيلةَ بإسترجاعِ الأموالِ المنهوبةِ ، وتوقيف ِ التّهريبِ ، وإجراءِ الإنتخاباتِ المبكّرةِ .
ألم يكن الأجدى وقفَ الحفرِ في الصّخرِ وتلبيةِ مطالبَ الثوّارِ والعالمِ الّذي يراقبُ إصلاحاتِكم وإنجازاتِكم المبهرةِ ، ليُسارعَ لإغداقِ المساعداتِ والأموالِ لإنعاشِ الإقتصادِ ؟
الدّولُ تراقبُ وترى ، وإن رفضتْ تقديمَ المساعداتِ والأموالِ ،لأنّها لمسَتْ عجزَكم وفشلَكم ؛ وليس أنَّ حزباً لبنانياً تدخّلَ لمنعِ تلكَ المساعداتِ .
عجزتم وفشلتُم عن تقديمٍ أيَّ تغيرِ أو إصلاحٍ.ولوكان لذلك الحزبُ كلَّ هذا التّأثيرِ لكنا طالبنا برحيلكم وانتشلنا الوطن من براثنَ فشلكم المدوّي .
إرحلوا .. يكفينا منكم إنجازاتِكم المبهرةَ .
أيّها القنّاصُ الّذي تلاحقُني بمنظارِ الحقدِ والكراهيّةِ،
دعْ عنكَ لومي إن بكيتُ ورثيتُ حزنَ شرقي ، فالقلبُ الّذي يطوي وجعَ شرقٍ وذاكَ الإرثَ المقدَسَ لن يغّصَ ولن يضنيه وجعَ وطنٍ فيه تموتُ الطّفولةُ على الرّصيفِ وفي معبدِ الكفرِ والإهمالِ، وتتّشحُ الإنسانيّةُ بالسّوادِ وتمشي مثقلةَ الخطواتِ في مراسمَ رحيلِ البراءةِ والطّهارةِ وصمتِ الضّميرِ في عرسِ طيورِ الجّنةِ نحو السّماءِ في هروبِها وترحالِها الأبديِّ من جحيمِ الكفرِ في وطني .
فذاكَ حزني وهذا حزني وهمّي ونزفُ دمعي على طفولةِ الموتِ .
فيا ليتَ الصّمتُ والخشوعُ كان سيّدَ التّعليقِ وسيّدَ الموقفِ .
يا حكومةَ وطني ..
صوّبوا سهامَ فشلكم لمن كان سببَ تعثّركم وعجزكم وصوّبوا سهامَكم صوبَ الرّأسِ ففي القلبِ وطنٌ يأبى السّقوطَ .

 

تجده على الـ facebook

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …