لبنان بين زعماء الحرب وحكومة (س)

لبنان بين زعماء الحرب وحكومة (س)

كريم بركة

اللبنانيون الجدد

بعد إنتهاء الحرب الاهلية في لبنان عام ١٩٩٠، قام زعماء الحرب بتنصيب أنفسهم كسلطة أمر واقع تحكم البلاد والعباد،تتقاسم الحصص والغنائم وتأمر وتنهي وتسيطر على عقول جمهور واسع من الشعب اللبناني تارةً بالترغيب عبر التوظيف العشوائي والرشاوي الانتخابية وتقليد المناصب لمن لا يستحق (طبعاً كل هذا من خزينة الدولة وبالتالي من جيبة المواطن)وتارةً أخرى بالترهيب عبر الإيحاء بأن زعيمكم حاميكم وهو المؤتمن على أرزاقكم وأعناقهم وكما درجت العادة في لبنان الأقوال المأثورة (لولاه كانو كبونا بالبحر أو هجرونا من لبنان أو أصبحنا تحت حكم هذه الطائفة أو تلك) ،طبعاً المقصود التخويف من الطوائف الأخرى لشد العصب وكسب المباركة من الشعب للإستمرار بالحكم وزيادة ثرواتهم بوضع اليد على مقدرات الدولة دون حسيب او رقيب.

هكذا استطاعوا حكمنا طوال ٣٠ سنة ،بعد أن نهبوا البلد ودمروا مستقبل جيل بأكمله حتى وصل لبنان إلى الإفلاس الحتمي ونسبة البطالة المرتفعة وترهل البنية التحتية وأسس قيام الدولة والقضاء.

إلى أن وصلت حكومة ال (س) برئاسة حسان دياب التي شكلت على عجل بفعل الثورة الشعبية دون رؤية مستقبلية ودون حلول إقتصادية أو معيشية وهذا ما اوصلنا إلى تسميتها حكومة ال (س) وهي إختصار لجميع المفردات التي ذكرتها هذه الحكومة منذ تشكيلها حتى اليوم (سننجز،سنفعل،سنقوم ،سننقب،سنحارب،سنتصدى، سنحافظ ….الخ )إلا أن الواقع أن هذه الحكومة عاجزة عن القيام بأبسط متطلبات المواطن ودورها ليس أكثر من تمرير مرحلة لإعطاء الفرصة للطبقة الخشبية القديمة لدرس مزاج الشارع ومدى تقبله لحكم المحاصصة القديم ولإعادة تثبيت الكراسي القديمة من جديد،مع العلم ورغم معارضتنا لهذه الحكومة، إلا أنها لا تتحمل مسؤلية ما وصل البلد اليه.

أرجوا أن يكون الشعب اللبناني أصبح لديه النضج الكافي بالتفكير لمرة واحده بمستقبله ومستقبل الأجيال القادمة لإعادة بناء دولة مدنية على أسس متينة لا طائفية ،يتوظف من يستحق ويحاسب من يسرق تضم الجميع دون تفرقة.

 

شاهد أيضاً

مقابلة محمد البخيتي مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني رانيا عبد الخالق

مقابلة محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله مع الصحافية الأمريكية من أصل لبناني …