نعم ، لسنا ضعفاء ، لا أحد يريد قتل الناطور ، والجميع يريد أكل العنب

نعم ، لسنا ضعفاء ، لا أحد يريد قتل الناطور ، والجميع يريد أكل العنب.
ما زلنا ننتظر نتائج زيارة الرئيس الأميريكي جون بايدن للمنطقة ، لكننا نستطيع أن نستشف مدى فشلها ، إن كان على صعيد الحلف العربي الإسرائيلي ضد إيران ، أو ما يُسَمّى ناتو عربيّ ، أو على مستوى التطبيع العلني بين كلٍ من المملكة العربية السعودية ، وإسرائيل.
و سبق زيارة الرئيس جون بايدن عدَّة تصريحات سياسية صريحة لكل من مِصرَ ، والأردنْ والإمارات ، رافضين المشاركة في أي حلف ضد أي دولة في المنطقة ، لا بل بعض الدول العربية مثل مصر ، أعلنت صراحةً رغبتها الإنضمام الى مجموعةْ لبْرِكْس.
منذ مَتى كان للعرب كلمة ؟
ومتى آخر مرّة قال فيها العرب لا لأميركا؟
أم هي نتيجة لدخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الطمث ونهاية القطب الواحد؟
نعم إنها نهاية القطب الواحد.
تلك المقدمة هي رسالة للقادة اللبنانيين.
لبنان أيضاً يستطيع أن يقول لا ، ويستطيع أن يفرض شروطه.
أمام لبنان اليوم، فرصة حقيقية للنهوض وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فالحصار الإقتصادي المفروض على بلادنا منذ أكثر من أربع سنوات، يمكننا الخروج منه في حال أجاد القادة وصناع القرار اللبنانيين إقتطاف الفرص.
الوضع الإقتصادي المتدهور عالمياً ، وبالأخص في دول الإتحاد الأوروبي التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، من إرتفاع لأسعار الطاقة ، دَفَعَ دول الإتحاد الأوروبي الى البحث عن مصادر بديلة للإفلات مِنَ القبضة الروسية.
باللإضافة لشروط الدفع بالروبل الذي فرضها الرئيس بوتين على تِلْكَ الدول ، وما تلاها من قطع إمداد الغاز عن بعض الدول الأوروبية بحجَّةِ الصيانة، عَزَّزَ ضرورة البحث عن بدائل ، ليدخل بعدها حقل كاريش الى ميدان معركة الطاقة.
ومن المعروف أن كاريش حقل واعد يستطيع أن يساهم بإمداد الغاز والتخفيف من معادلة القبضة الحديدية المفروضة على الدول الأوروبية من قِبَلِ روسيا.
وللبنان نصيبٌ في هذا الحقل ، هل يقف لبنان مكتوف الأيدي أمام إستثمار إسرائيل لهذا الحقل بينما يعاني شعبنا الأمرين ، أم أننا نستطيع أن نَستَخْدِّمَ ورقة هذا الحقل لفك الحصار الإقتصادي المفروض علينا. من خلال دعوة الشركات للبدء بالعمل والإنتاج لصالح لبنان.
أخيراً:
إسرائيل تعلم جيداً أنها لا تستطيع أن تسحب لتر غاز واحد من حقل كاريش دون موافقة لبنان. ولبنان يعلم جيداً أن لا حظوظ له من كسر الحصار المفروض عليه وإعادة ملء خزينة الدولة دون موافقة إسرائيل.
لذا ، لا أحد يريد قتل الناطور. لا إسرائيل مستعدة للحرب ، ولا لبنان يريدها. الجميع يبحث عن مصالحه ، والجميع يريد أكل العنب. فهل يجيد قادة لبنان قيادة المرحلة ؟

 

شاهد أيضاً

اللبنانيون الجدد لرئيس البرلمان الايراني ، أنت غير مرحّب بك في لبنان

اللبنانيون الجدد لرئيس البرلمان الايراني ، أنت غير مرحّب بك في لبنان الى السيد محمد …