يا ثورة بلادي، أخبريهم..
د. جوزف رحمة
اللبنانيون الجدد
يا ثورة بلادي، أخبريهم..
أخبري المجتمع العربي والإقليمي والدولي والكَوني، أخبريهم عن تجّار الوطن وعن من قتَل الأرواح والأحلام، عن من هجّر الشباب وسرق المال وتاجر بالسلام.
أخبريهم عن من تناسى الدستور وتغاضى عن سمعة القانون وعملَ بالأوامر. عن من أحرقوا الساحات وحاولوا دفنكِ من دون ضجّة، وعن من سمحوا بممارسة طقوس الحرية بنصف إذْنٍ ونصف إرادة ونصف وقت.
يا ثورة بلادي، أخبريهم عن “الملائكة” المُحتلّين الصفوف الأولى في الإحتفالات والمناسبات والكنائس والجوامع بعد أن سرقوا حليب الأطفال وباعوا دواء العجزة.
عليكِ أن تخبريهم عن ذاك الذي نهبَ الأرض والعرض لكنّه قدّم بعض الخبز للمحتاجين فعرَضته المحطات وأنشدوا فيه القصائد وكتبوا الدواوين.
ولا تنسَي في البداية والنهاية، أخبري الله الواحد الأوحد أنَّ في بلادي، أصبح لكلّ حزبٍ إمارة ولكلّ إمارة آلاف الدكاكين.
يا من عدّدناكم أنتم أجمعين، إحذروا ثورة الجياع، فهكذا ثورة لا يمكنكم شنّ حملات تشهير وتشويه وتزييف بحقّها، ولا يمكنكم إتهامها بالتواطئ والعمالة لصالح الصين الشعبية وبلاد فارس والأندلس والإتحاد الروسي، أو لصالح الولايات المتحدة والدول العربية والأوروبية.
يا أصحاب أيادي الفساد المحرَّم وفساد الحلال، إحذروا جرثومة الجوع لا جرثومة ووهان. إحذروا استنزاف صَبْر الناس. إحذروا الغضَب.